أنقرة (زمان التركية) – حذَّر رئيس الهلال الأحمر التركي كرم كينيك، من أن نحو 500 ألف من المدنيين السوريين في طريقهم إلى تركيا، فارين من الأحداث الأخيرة التي تشهدها مدينة إدلب بينما تقول أنقرة أنها لن تستقبل المزيد من اللاجئين.
جاء ذلك مع تواتر الأنباء حول ارتفاع حدة الهجمات التي يشنها الجيش السوري والقوات الروسية، على إدلب، بالتزامن مع سعي تركيا لتأسيس “منطقة آمنة” في شمال سوريا بالتعاون مع الإدارة الأمريكية.
وفي حين أعطت أنقرة إشارات رسمية بعد استقبال أي نازحين جدد تحت أي ظرف؛ كشفت مصادر داخل الحكومة التركية أن وزارة الداخلية وهيئة الهلال الأحمر التركي بدأت تسريع وتيرة الاستعدادات في المدن والمناطق الحدودية.
وقال رئيس الهلال الأحمر كرم كينيك: “الهجمات التي ينفذها النظام السوري على مناطق المدنيين تفتح الباب أمام موجات هجرة كبيرة وجديدة. عدد المدنيين المتجهين نحو المناطق القريبة من حدودنا اقترب إلى 500 ألف شخص”.
واستغل الرئيس التركي، موجة الهجرة الجديدة، في تهديد الدول الأوروبية بالسماح للاجئين السوريينالفارين من إدلب بالمرور نحو أوروبا، في حال لم يقدم الاتحاد الأوروبي “المساعدة الضرورية” لأنقرة.
وأوضح كينيك أن الفارين من الحرب لم يصلوا بعد إلى المناطق الحدودية، محذرًا من أن استمرار هجمات قوات النظام السوري على إدلب ستؤدي إلى توجه هذه المجموعات إلى المناطق الحدودية، متوقعا حدوث زيادة في عدد الفارين من إدلب.
وقال: “إن الهلال الأحمر التركي يقدم مساعدات إنسانية للسوريين سواء في تركيا أو في سوريا، بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، منذ اندلاع الحرب الأهلية. وأنهم يقدمون دعم الإيواء والتغذية العاجلة للمدنيين العزل القادمين إلى الحدود التركية”.
وكانت مؤسسة “Refugees International” الأمريكية حذرت في تقرير حديث من أن نحو 500 ألف شخص اضطروا لترك منازلهم بعد العمليات العسكرية، قائلًا: “إدلب تعيش الآن كابوسا ومأساة إنسانية”.
وشدد التقرير على ضرورة أن تقوم تركيا بإقامة المزيد من مخيمات اللاجئين في شمال سوريا بسرعة أكبر، والتحرك من أجل زيادة الطاقة الاستيعابية لمخيمات اللاجئين الحالية الموجودة في تركيا.
تركيا تغلق الحدود
من جانبها قالت تركيا إنها لن تقبل بدخول المزيد من اللاجئين إلى أراضيها، وستتعامل مع أي موجة نزوج محتملة خارج حدود البلاد.
وقال نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل تشاتقلي، أن استراتيجية أنقرة الحالية هي التعامل مع النازحين من إدلب، خارج الحدود في كل الظروف. وفقا لوكالة الأناضول الرسمية.
فؤاد أكطاي نائب الرئيس التركي، أكد أن تهديد رجب طيب أردوغان، بالسماح للاجئين بالعبور إلى أوروبا كلام جاد وحقيقي.
وقال أكطاي خلال على هامش منتدى أمبروسيتي في مدينة تشيرنوبيو الإيطالية، أن الاعتقاد بأن تركيا ستحتضن موجة هجرة جديدة إذا بدأت، في جميع الأحوال، وعدم المبالاة إزاء هذه القضية، “مقاربة خاطئة تماما”.