أنقرة (زمان التركية) – حذر رئيس تكتل نواب حزب الشعوب الديمقراطية الكردي بالبرلمان ساروهان أولوتش، من أعمال استفزازية ستنفذها أطراف مدعومة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحليفاه رئيس حزب الحركة القومية ورئيس حزب الوطن اليساري.
وقال البرلماني ساروهان أولوتش خلال مؤتمر صحفي في المقر الرئيس لحزبه موجها رسالة لأسر المتظاهرين أمام مبنى بلدية ديار بكر للمطالبة بالعثور على أبنائهم المختفين قسريا سواء على يد الدولة أو حزب العمال الكردستاني المسلح، قائلًا: “لا تبحثوا عن أبنائكم هنا، يجب عليكم أن تطالبوا بمحاسبة مسؤولي حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، التحالف الذي يحكم البلاد منذ 2015 معا. إذا كنتم تبحثون عن حل، سلوا البرلمان. اعقدوا لقاءات بالأحزاب المسؤولة عن الحكم في البرلمان”.
وأضاف أولوتش: “يجب عليكم أن تسألوا الحزب الحاكم وحليفه القومي لماذا لا يعود أبنائنا المجندين إلى منازلهم سالمين، وإنما يستشهدون أو يقتلون. فحزبنا لا يوجه المواطنين للتسلح أو الصعود إلى الجبال للانضمام إلى العمال الكردستاني، وإنما نوجه وندعو كل المواطنين للسياسة ومواصلة الكفاح عبر الطرق السياسية السلمية”.
وأوضح أن ردود الفعل الديمقراطية على تعيين أوصياء على البلديات الكردية مستمرة منذ 18 يوما، قائلًا: “لاحظنا الدعم والتضامن من كل مكان في تركيا. نحن نقدر ذلك جيدًا. ونتمنى أن تستمر”.
كما أكد على أن تدخل قوات الأمن لفض التظاهرات الغاضبة على القرار جريمة، ولا يمكن الموافقة عليها.
فوضى مصطنعة
وحذر أولوتش من إقدام أردوغان وحلفائه زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي وزعيم حزب الوطن اليساري المتطرف دوغو برينجك على إحداث فوضى في البلاد قائلا: “لقد وصلتنا معلومات أن أطرافا مدعومة من الثلاثي أردوغان ودولت بهجلي ودوغو برينجك تجهز لأعمال استفزازية. نقول للحكومة، لا تسمحوا لمثل هذه الأعمال الاستفزازية. نقولها من الآن: الأزمات والمشكلات التي ستظهر من أعمال الاستفزاز سيكون الحزب الحاكم هو المسؤول عنها”.
وكان أردوغان تحالف مع برينجك رئيس حزب الوطن اليساري، في عام 2013، عندما طفت إلى السطح فضائح الفساد والرشوة، وأخرجه من السجن حيث كان محكوما عليه في إطار قضية تنظيم أرجنكون الموصوف في تركيا بالدولة العميقة، وفي عام 2015 تحالف مع بهجلي بعدما خسر حزبه الأغلبية البرلمانية اللازمة لتشكيل حكومة منفردة عقب انتخابات 7 حزيران 2015 بسبب تحول الأكراد من دعم أردوغان إلى دعم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي وحصوله على 80 مقعدا برلمانيا.
وكان أحمد داود أوغلو، رئيس وزراء تلك الفترة، لمح في تصريحاته الأخيرة إلى أن أردوغان وحليفيه المذكورين وظفوا الإرهاب خلال الفترة بين 7 يوليو/ حزيران والأول من نوفمبر/ تشرين الثاني2015 لصالحهم، أي استخدموا من هجمات عناصر حزب العمال الكردستاني وداعش ذريعة لتخاذ إجراءات لمعاربة الإرهاب بينما كان الهدف إلغاء الانتخابات التي فقد حزب أردوغان فيها الحكومة المنفردة، حيث استعاد في الانتخابات اللاحقة الحكومة منفردة.
وكانت هذه الفترة أكثر الفترات دموية في تركيا حيث أقدم نظام أردوغان على حرب شاملة مع حزب العمال الكردستاني، مما أدى إلى وفيات كثيرة من عناصر الكردستاني والقوات الأمنية والعسكرية، إلى جانب مئات من المدنيين وتدمير المساكن المدنية في جنوب شرق تركيا، وذلك بعد تجميد مفاوضات السلام مع الأكراد.
وقد أطاح أردوغان بطاولة مفاوضات السلام الكردي بعد تخلي الأكراد عن دعم حزبه وتوجههم إلى الحزب الكردي، ثم تحالف مع الحركة القومية لتبدأ بعد ذلك العمليات ضد العمال الكردستاني من جديد.
ويحذر حزب الشعوب الديمقراطي اليوم من إقدام أردوغان إلى اللعبة ذاتها (حرب الإرهاب) من أجل استرداد البلديات الكبرى التي خسرها في الانتخابات المحلية الأخيرة من خلال فرض حراسة قضائية على البلديات بما فيها بلديتا إسطنبول وأنقرة.
–