أنقرة (زمان التركية) – شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجومًا ناريًا ضد المنشقين من حزب العدالة والتنمية الحاكم مؤخرًا.
تصريحات رئيس حزب العدالة والتنمية أردوغان، جاءت خلال مؤتمر جماهيري في مدينة سيواس وسط تركيا، وعقب تعليق رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو على قرار فصله من الحزب الحاكم.
وقال أردوغان في كلمته: “لا أحد يمكنه الوقوف أمامنا. إن حافظنا على وحدتنا، فلن تؤثر فينا بذور الفتنة. هناك تجار للفتن، وأنا على ثقة أن أهالي مدينة سيواس لن يعطوا المجال لهؤلاء. هناك من خرجوا على مسار الحزب الذي نتبعه منذ 18 عامًا، ولكن سينساهم التاريخ سريعًا. كما تعرفون فقد كان هناك من فعلوا ذلك من مدينة سيواس، ولكن الآن لا أحد يذكره بالخير (في إشارة إلى نائب رئيس الوزراء السابق ونائب حزب العدالة والتنمية في البرلمان عبد اللطيف شنار). كل من أراد الإضرار بالحزب، كانت نهايته الخسارة. لا تنسوا، إنهم جميعًا يسغلهم آخرين”.
وأكد أردوغان على السير بنفس الطريق بكل حماس، قائلًا: “سنركض بحماس لا نظير له في العام الثامن عشر للحزب. سنقدم لشعبنا نموذجا سياسيا مثالًا للتواضع والمودة والحماس. التكبر لن يكون له وجود بيننا. سياساتنا لا تعرف التكبر والحسد والشائعات والصراعات الداخلية”، على حد قوله.
وهناك حركة انشقاقات داخل حزب العدالة والتنمية آخذة في الزيادة، منذ إعلان علي باباجان وزير الاقتصاد الأسبق في يولو/ تموز الماضي استقالته من العدالة والتنمية، وتصريحات أحمد داوود أوغلو رئيس الوزراء الأسبق المنتقدة لإردوغان وسياسة الحزب الحاكم.
وكان داود أوغلو اعتبر قرار تحويله مع آخرين من الحزب إلى اللجنة التأديبية تمهيدا لفصله من حزب العدالة والتنمية الحاكم، بمثابة وقوف ضد المبادئ التي يحرصون على وجودها بالحزب الحاكم.
وقال داود أوغلو، في تغريدة عبر تويتر: “إن إدارة حزب العدالة والتنمية لا تريد فصل الأشخاص، وإنما تريد التخلص من المبادئ التي قمنا بتذكيرها عبر بيان نشرناه في وقت سابق”، وأعاد نشر بيانه الذي أصدره بعد انتخابات المحليات في 31 مارس/ آذار الماضي.
يشار إلى أن داود أوغلو أثار موجة كبيرة من الجدل في الفترة الأخيرة، بعدما بدأ شن حملة انتقادات قوية ضد حزب العدالة والتنمية وقائده رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، بالتزامن مع أنباء عن تحركه لتأسيس حزب سياسي جديد.
انتقد داود أوغلو أردوغان وقال إنه منذ عام 2015 جعل حزب الحركة القومية المتشدد، ومجموعة البجع التي تعتبر الجيش الإعلامي لأردوغان يخترقان حزب العدالة والتنمية.
وفي تصريحات له مؤخرا قال إن مجموعة “البجع” التي تدافع بضراوة عن إردوغان والحزب الحاكم، كانت وراء عملية الاغتيال المعنوي التي تعرض لها داود أوغلو وتسببت في إعلان استقالته من رئاسة كل من حزب العدالة والتنمية والحكومة في عام 2016.
وكان داود أوغلو تحدث مؤخرا عن فتح الدفاتر القديمة المتعلقة بمكافحة الإرهاب، في إشارة منه إلى توظيف الإرهاب من قبل أردوغان للإطاحة بطاولة مفاوضات السلام مع الأكراد عقب اتفاقه مع الحركة القومية بعد أن تراجعوا من دعم حزب أردوغان ليدعموا حزب الشعوب الديمقراطي ويتسببوا في خسارة حزب أردوغان الأغلبية البرلمانية اللازمة لتشكيل حكومة منفردة عقب انتخابات 7 حزيران 2015.
كما أنه صرح قبل ذلك أن إبعاده عن رئاسة العدالة والتنمية والحكومة معا كان بغرض تنفيذ “سيناريوهات” من قبيل انقلاب 15 يوليو 2016 ونقل تركيا من النظام البرلماني إلى الرئاسي.
–