أنقرة (زمان التركية) – قال سليم تامورجي، عمدة بلدية إسطنبول السابق أحد القيادات المنتظر فصلهم من حزب العدالة والتنمية، باعتباره أحد الأصوات المعارضة في الحزب، إن سياسية العقاب التي يتبعها الحزب الحاكم ورئيسه رجب إردوغان نتائجها ستدمر العدالة والتنمية.
ومنذ فترة دبت الخلافات، داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم، اعتراضا على السياسات التي يتبعها الرئيس رجب إردوغان والمتسببة في فقدان الحزب الحاكم الكثير من مؤيديه، وقالت تقارير إن هناك مساع لتأسيس أحزاب جديدة ستضم المنشقين عن حزب إردوغان.
وأصدر الحزب مؤخرا قرارا بتحويل داود أوغلو رئيس الوزراء الأسبق مع آخرين من الحزب إلى اللجنة التأديبية تمهيدا لفصلهم من العدالة والتنمية الحاكم، وهو ما اعتبره داوود أوغلو بمثابة وقوف ضد المبادئ التي يحرصون على وجودها بالحزب الحاكم.
وتبين أن قائمة الشخصيات المطالب بفصلها من الحزب تضمنت رئيس شعبة حزب العدالة والتنمية في أنقرة سابقا نديم يامالي، ورئيس شعبة الحزب في إسطنبول سابقا سليم تامورجو، ورئيس الوزراء الأسبق أحمد داوود أوغلو.
وفي تصريحات عبر قناة يوتيوب حملت اسم Medyascope أفاد تامورجو أن قرار الفصل من الحزب سيكون بداية لمرحلة جديدة في تركيا، قائلا: “إذا كانوا يخافون من حاجة الشعب إلى حزب جديد عليهم أن يعلموا أن هذا الخوف في محله وأنه سيتحقق ما يخافون خلال فترة قصيرة. خلال الفترة الماضية انتظرت أنا ورفاقي أن يدافع العدالة والتنمية عن مبادئه وماضيه”.
وأضاف تامورجي أن هناك من يبعدون العدالة والتنمية عن قيمه، مشيرا إلى أن أصواتهم المعارضة بدأت في الظهور منذ نحو 6 أشهر وكان مطلبهم هو عودة الحزب إلى جوهره، ويتزامن التوقيت الذي ذكره تامورجي مع موعد إجراء الانتخابات المحلية أواخر مارس الماضي والتي فقد خلالها الحزب الحاكم أهم البلديات الكبري لصالح حزب الشعب الجمهوري المعارض.
وأوضح تامورجي أن مطالبهم لم تلق استجابة، قائلا: “لا فائدة من القرارات التي اتخذها من لا يجرؤون على سماع ما هو صائب ومن يتمسكون بضرورة المشورة. هذه القرارات مؤشر على هيمنة العدالة والتنمية على الحزب، فعندما أسسنا الحزب في عام 2001 كان حزب العدالة والتنمية يتبع سياسة العمل الجماعي. للأسف القرار الأخير يكشف بلوغ العدالة والتنمية رحلة فقد فيها هذه الميزة”.
هذا وأكد تامورجي أن الإدارة الحالية للحزب كان أن تجر محاسبة لنفسها، موضحا أن سياسة العقاب التي يتبعها حزب العدالة والتنمية حاليا نتائجها ستدمر الحزب، في إشارة إلى قرارات الفصل التي تعتزم إدراة حزب العدالة والتنمية اتخاذها.
وأكد تامورجي على تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الأسبق أحمد داوود أوغلو بشان لعب مجموعة البجع “بليكان”، الذراع الإعلامي للرئيس أردوغان دورا مهما في استقالة داود أوغلو من رئاسة الوزراء، مشيرا إلى أن حزب العدالة والتنمية بات يشرع وجود مثل هذه المجموعة كما يحتضن رئيس حزب الوطن اليساري دوغو برينتشاك الذي سبق أن سجن في إطار قضية تنظيم أرجنكون -الدولة العميقة- الإجرامي.
من جانبه شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجومًا ناريًا ضد المنشقين من حزب العدالة والتنمية الحاكم مؤخرًا.
وقال رئيس حزب العدالة والتنمية أردوغان، خلال مؤتمر جماهيري في مدينة سيواس وسط تركيا: “لا أحد يمكنه الوقوف أمامنا. إن حافظنا على وحدتنا، فلن تؤثر فينا بذور الفتنة. هناك تجار للفتن، وأنا على ثقة أن أهالي مدينة سيواس لن يعطوا المجال لهؤلاء. هناك من خرجوا على مسار الحزب الذي نتبعه منذ 18 عامًا، ولكن سينساهم التاريخ سريعًا. كما تعرفون فقد كان هناك من فعلوا ذلك من مدينة سيواس، ولكن الآن لا أحد يذكره بالخير (في إشارة إلى نائب رئيس الوزراء السابق ونائب حزب العدالة والتنمية في البرلمان عبد اللطيف شنار). كل من أراد الإضرار بالحزب، كانت نهايته الخسارة. لا تنسوا، إنهم جميعًا يسغلهم آخرين”.
وأكد أردوغان على السير بنفس الطريق بكل حماس، قائلًا: “سنركض بحماس لا نظير له في العام الثامن عشر للحزب. سنقدم لشعبنا نموذجا سياسيا مثالًا للتواضع والمودة والحماس. التكبر لن يكون له وجود بيننا. سياساتنا لا تعرف التكبر والحسد والشائعات والصراعات الداخلية”، على حد قوله.
وهناك حركة انشقاقات داخل حزب العدالة والتنمية آخذة في الزيادة، منذ إعلان علي باباجان وزير الاقتصاد الأسبق في يولو/ تموز الماضي استقالته من العدالة والتنمية، وتصريحات أحمد داوود أوغلو رئيس الوزراء الأسبق المنتقدة لإردوغان وسياسة الحزب الحاكم.
–