إسطنبول (زمان التركية) – وصلت قضية “مجموعة البجع” التي ثار الحديث عنها مؤخرًا إلى ساحة القضاء في تركيا، بعدما تزايدت اتهامات للقائمين عليها بتوجيه الرأي العام في البلاد، والقتل المعنوي للغير مرضي عنهم.
تقَّدم محاميان للنيابة العامة في إسطنبول ببلاغ يطالب بفتح تحقيقات حول “مجموعة البجع” (بليكان)، التي قال رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو إنها استهدفته في فترة رئاسته للوزراء.
وكان داود أوغلو أعاد للأذهان كيف أنه اضطر إلى إعلان استقالته من منصبه في مايو/ أيار 2016، عقب بيانٍ وجه له عديدًا من الاتهامات، بينها “العمالة لصالح ألمانيا”، نشرته مجموعة أو عصابة البجع” -على حد وصف داود أوغلو-، التي يترأسها “سرهاد ألبيراق”، شقيق وزير الخزانة والمالية “برات ألبيراق”، صهر الرئيس أردوغان.
وقال المحاميان في المذكرة المقدمة إلى النيابة العامة في إسطنبول: “إن تنظيم البجع يقوم باستهداف الأشخاص من خلال طرق مشابهة لتنظيم (غلاديو) السري -منظمة أنشأها حلف الناتو بعد الحرب العالمية الثانية ضد الشيوعيين-، وزعما أن التنظيم هو السبب الرئيسي وراء خسارة حزب العدالة والتنمية لانتخابات المحليات في إسطنبول.
من جانبها أصدرت النيابة العامة، قرارًا بفتح إدارة مكافحة الإرهاب بمديرية أمن إسطنبول، تحقيقات دون توجيه أي اتهامات لأشخاص بعينهم.
ما هي مجموعة البجع؟
وفي الوقت الذي يُناقش فيه قيادات الحزب الحاكم أسباب الأحداث السلبية التي يشهدها حزبهم، استهدف أيهان سفر أوستون، النائب السابق عن حزب العدالة والتنمية، ورئيس لجنة التحقيق البرلمانية في انتهاكات حقوق الإنسان سابقا، مجموعة البجع (بليكان)، برئاسة هلال كابلان الصحفية العاملة في جريدة صباح، هلال كابلان، وزوجها صهيب أويوت.
وأشار أوستون إلى انتهاء عصر المشورة في آليات القرار داخل حزب العدالة والتنمية، مفيدا أن مجموعة البجع، التي تردد اسمها بنشرها بيانًا تسبب في استقالة أحمد داود أوغلو من منصب رئيس الوزراء، أصبحت صاحبة القرار في الحزب.
وأضاف أوستون أن مجموعة البجع باتت هي من تتخذ وتنفذ القرارات الاستراتيجية داخل الحزب، بدلاً من اللجان القانونية المعروفة المسندة إليها اتخاذ وتنفيذ القرارات.
وفي حديثه مع موقع Medyafaresi.com، ذكر أوستون أن مجموعة البجع التي تحاول تشريع وحماية نفسها من خلال الدفاع عن أردوغان، توغلت في حزب العدالة والتنمية كخلية سرطانية خبيثة، داعيا حزب العدالة والتنمية إلى تصفية هذا الكيان غير الشرعي أولا.
وأوضح أوستون أنه في بادئ الأمر كان هدف تشكيل المجموعة هو تنشط على حسابات التواصل الاجتماعي لحزب العدالة والتنمية، والرد على الانتقادات الموجهة للحزب الحاكم، قائلا: “في بادئ الأمر كانت مبادرة حسنة النية، غير أن هذه المجموعات بدأت تترحك لاحقا وفقًا لتوجيهات ومطالب ورغبات مؤسسيها. وبدأت المجموعات ترعى مصالح مؤسسها عوضا عن مراعاة مصالح الحزب، ورؤسائها الجدد منحوها إمكانات استثنائية”.
ورأي أوستون أن مجموعة “البجع” وجعلوا من انتخابات إسطنبول مسألة مصيرية بالنسبة لهم، مشيرا إلى أن حزب العدالة والتنمية ارتكب خلال 17 يوما الخطأ الذي لم يرتكبه خلال 17 عاما، وهذا ببقائه تحت تأثير عصابة البجع وهذه الكيانات الموازية للحزب.