أنقرة (زمان التركية) – تحدث كل من نائب رئيس حزب العدالة والتنمية السابق، سلجوق أوزداغ، ونائب الحزب عن مدينة إسطنبول سابقا، عبد الله باشجي، إلى صحيفة الإندبندنت التركية على خلفية إحالتهم إلى اللجنة التأديبية للمطالبة بفصلهم نهائيا من الحزب بجانب رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو.
وأحالت اللجنة التنفيذية بحزب العدالة والتنمية كلا من داود أوغلو وأوزداغ وباشجي وأيهان سفر أوستون، الذي يشاركون ضمن فريق عمل مقرب لداود أوغلو، إلى اللجنة التأديبية مع المطالبة بفصلهم نهائيا من الحزب.
وأوضح أوزداغ أنهم لم يتلقوا أية إشعارات بشأن الأمر.
“العدالة والتنمية يتجه صوب الإفلاس السياسي”
وأكد أوزداغ أنهم لا يعرفون أسباب إحالتهم للجنة التأديبية قائلا: “وجهنا انتقادات إيجابية. أردنا الخير لحزب العدالة والتنمية وأن تتحسن تركيا برفقة العدالة والتنمية على أصعدة الاقتصاد والسياسة والتعليم والسياسة الخارجية. إحالتنا للجنة التأديبية مع المطالبة بفصلنا من الحزب لن ينهي هذه المشاكل”.
وأضاف أوزداغ أن الإفلاس السياسي هو النهاية الحتمية للخيارات التي لا تهتم بالكفاءة، مفيدا أن حزب العدالة والتنمية يتجه صوب الإفلاس السياسي.
وأوضح أوزداغ أنه حتى عام 2010 كان حزب العدالة والتنمية حزبا يحل المشكلات، غير أنه عقب عام 2013 تحول إلى حزب تفككه المشكلات، مؤكدا أنه حتى وإن لم يقوموا بتوجيه هذه الانتقادات فإن الشارع التركي سيواصل توجيه هذه الانتقادات.
وذكر أوزداغ أيضا أنهم حاولوا أن يكونوا صوت وضمير الكتلة الصامتة داخل حزب العدالة والتنمية وأن الحزب سعى لإسكاتهم غير أن القول والقرار بيد الشعب.
“قرار يعكس غياب العقول الحرة عن اللجنة التنفيذية للحزب”
وأكد أوزداغ أنهم لم يتوقعوا إحالتهم للجنة التأديبية قائلا: “حزب العدالة والتنمية أبدى سلوكا فاضلا بتقبله الانتقادات وإجرائه انتقادا ذاتيا لنفسه، غير أنه من الممكن أن اللغة والأسلوب المتبع خلال الآونة الأخيرة قد دفعت أصدقائنا إلى هذا الطريق. العدالة والتنمية يتصرف بشكل منافٍ للهدف الذي تأسس لأجله”.
وفي تعليق منه على اتخاذ قرار الفصل بإجماع أعضاء اللجنة ذكر أوزداغ أن هذا الأمر يعكس غياب العقول الحرة عن اللجنة التنفيذية للحزب، مفيدا أن الجمهورية التركية كانت ترغب في أجيال حرة ذات عقول حرة وضمائر حرة وأن الإسلام لم يطالب بالاتفاق في الفكر بل بالاتفاق في العقيدة والإيمان.
“سنواصل الحديث”
على الصعيد الآخر أكد باشجي أنهم سيواصلون الحديث وتسليط الضوء على كل ما يعتبرونه خطأ قائلا: “هذا الوطن وهذا البلد ملك لنا جميعا. نحن تحدثنا عما نراه صائبا وسنواصل هذا. نحن لا نمارس سياسة اليوم الواحد. ننظر أمامنا ونمضي، والجميع قد يرتكب أخطاء. وليس من اللطيف أن يتعرض من يرصدون الأخطاء لإجراء كهذا. الجميع خاطئون، ونحن قلنا إن الأخطاء والعيوب والطريق المتبع ليس طريقا صحيحا. ولأجل هذا نواجه الفصل”.
وذكر باشجي أن اللجنة التنفيذية للحزب اتخذت قرارا كهذا بحق من يغردون خارج السرب وأنهم يحاولون إنقاذ الحزب بهذه القرارات، غير أنها ستؤدي إلى عواقب سيئة قائلا: “عايشنا معا اللقاء الجماهيري في قونيا يوم أمس، لكن أرى أن هذا المسار سيقدم إسهامات كبيرة للشعب وللوطن”.