إسطنبول (زمان التركية) – شنت الكاتبة الصحفية بجريدة صباح المملوكة لعائلة أردوغان، هلال كابلان، هجومًا حادًا على رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو الذي هدد بفتح الدفاتر القديمة لحزب العدالة والتنمية ورئيسه رجب طيب أردوغان.
هلال كابلان المعروفة بأنها تدير مجموعة البجع الموالية لأردوغان داخل حزب العدالة والتنمية مع زوجها صهيب أويوت رئيس مركز البوسفور للشؤون العالمية، ردت على تصريحات داود أوغلو التي هدد فيها بفتح ملفات تسودّ بسببها وجوه الكثيرين، قائلة: “يا ليتكلم أوضحتم الصورة كاملة. إن لم تتكلم، فأنت لست رجلًا”.
تصريحات داود أوغلو، التي أثارت جدلًا واسعًا، كان يقصد بها ملف مكافحة الإرهاب في الفترة بين الانتخابات البرلمانية المنعقدة في 7 يونيو/ حزيران 2015 حيث تمكن حزب الشعوب الديمقراطية الكردي من تحقيق الحد الأدنى للتمثيل البرلماني، وقرار أردوغان بإعادة الانتخابات في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه بعد الإطاحة بطاولة السلام الكردي.
قال داود أوغلو، الذي استقال من رئاسة حزب العدالة والتنمية، بعد مرور 6 أشهر فقط من انتخابات الإعادة: “في المستقبل سيذكر التاريخ أن الفترة بين 7 يونيو/ حزيران 2015 و1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 أخطر وأصعب الفترات السياسية في تاريخ تركيا”.
داود أوغلو أشار أيضًا إلى أن الأحداث التي وقعت في 6-8 أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه، كانت سببًا في انهيار محادثات السلام مع الأكراد، قائلًا: “هذه الأحداث كانت وسيلة لنا لنتمكن من رؤية كيف تم القضاء على مفاوضات السلام مع الأكراد”.
وقالت هلال كابلان في مقالها في جريدة صباح: “أحاول أن أتظاهر بأنني لم أسمع ولم أر ما قاله. ولكن عندما يصمت المؤدبون، يحسب عديمو الأدب أنفسهم شيئًا. لذلك أنا مجبرة على الحديث”.
وأضافت: “من المعروف للجميع أن داود أوغلو بعد أن ترك منصبه رئيسًا للوزراء، أدلى بتصريحات تظهر ارتباطه بالرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية. ولكن الطمع يعمي أعين من لا يمكنهم رؤية الضوء في الساحة السياسية. الآن بدأ تأسيس حزب جديد، ولكنه لم يحصل على الدعم للازم، وبدأ التناقض مع نفسه من خلال تصريحاته”.
كما قالت: “ذلك الشخص الذي يدعي أنه سيطبق الأخلاق على الساحة السياسية، قال وكأنه يسابق شخصية فؤاد عوني (شخصية افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي عرفت بفضح فساد وألاعيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية: إذا فتحت دفاتر مكافحة الإرهاب، ستسودّ وجوه كثيرة. في المستقبل سيذكر التاريخ أن الفترة بين 7 يونيو/ حزيران 2015 و1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 أخطر وأصعب الفترات السياسية في تاريخ تركيا. لقد غرد على تويتر في الساعة والدقيقة نفسها مع عبد الله جول عن تعيين وصاة على المدن، ونشر تهديدات مستشهدًا بتصريحات الصحفي بارانصو المعتقل بتهمة الانتماء لحركة الخدمة. إذا كان الأمر كذلك، نقول له: إن لم تتكلم، فأنت لست رجلًا”.
الكاتبة التي تثير جدلا واسعا في الشارع التركي بسبب تأييدها المبالغ فيه لحزب العدالة والتنمية وأردوغان، ومعروفة بأنها تتزعم مجموعة البجع داخل حزب العدالة والتنمية، حاولت تشويه داود أوغلو واتهامه بأن له علاقة بحركة الخدمة التي تضعها حكومة أردوغان في قائمة الإرهاب.
الهجوم من مجموعة البجع على داود أوغلو لم يقتصر على كابلان فقط، وإنما، هاجم كاتب جريدة صباح أيضًا محمد بارلاس داود أوغلو في مقاله.
بارلاس سخر من داود أوغلو وتصريحاته من خلال “نكتة” لنصر الدين هوجا (جحا)، قائلًا: “أصمت يا وغد، أنا أيضًا أعرف طفولتك وماضيك”.
وقال بارلاس في مقاله: “هل يريد أن يقول إنه من استخدم الإرهاب من أجل إجبار الرأي العام على عقد انتخابات مبكرة في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، متجاهلًا توجهاته لتشكيل تحالف بعد انتخابات 7 يونيو/ حزيران؟”.
واستهزأ بارلاس من داود أوغلو، قائلًا: “عندما يكون الأمر كذلك، يتبادر إلى أذهاننا نكتة لنصر الدين هوجا (جحا). جحا بعد أن تقاعد وكبر في السن، زاد وزنه وبدأ يهذي. لذلك مهما حاول لا يستطيع ركوب حماره. الأطفال يشاهدون حاله المحزن، ويضحكون عليه، ويسخرون منه بصوت مرتفع. فيقول لهم بصوت مرتفع يسمعه الأطفال: “أه يا جحا، أين راح شبابك”. ثم يهمس لنفسه قائلًا: أصمت يا وغد أنا أيضًا أعرف طفولتك وماضيك”.