أنقرة (زمان التركية) – يبدأ رئيس الجمهورية ورئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان، الأسبوع المقبل، جولة في عدد من المدن التركية من أجل تشويه معارضي ومنتقدي الحزب، في محاولة لطرد شبح الانشقاقات الذي بات يهدد الحزب.
تأتي تحركات أردوغان في المدن المختلفة وسط تصاعد موجة كبيرة من الغضب داخل صفوف حزب العدالة والتنمية والقاعدة الشعبية له بعد الخسارة الفاضحة التي تعرض لها في انتخابات المحليات التي أجريت في 31 مارس/ آذار و23 يونيو/ حزيران الماضيين، بالإضافة إلى تصاعد الانتقادات بسبب عدم إجراء أي تعديلات وزارية أو تغييرات في قيادات الحزب بالرغم من موجة الانشقاقات التي تجتاح الحزب بعد تحرك باباجان وداود أوغلو لتأسيس حزبين جديدين.
من المخطط أن تكون زيارات أردوغان للمدن، المقررة خلال الأسبوع المقبل، تحت عنوان “زيارات شكر وتقدير” لناخبي الحزب.
في السياق ذاته أوضح مسؤولون ومقربون داخل الحزب أن السبب الحقيقي وراء الجولة هو محاولة وقف نزيف الانشقاقات الذي أصاب الحزب، مشيرين إلى أن الجولة تأتي استعدادًا للمؤتمر العام للحزب المقرر عقده مبكرًا، في سبتمبر/ أيلول المقبل.
خلال الزيارة سيقوم أردوغان بالاجتماع مع رؤساء البلديات التابعين للحزب، وعقد اجتماع مجلس الإدارة واتخاذ القرار الخاص بالحزب.
تبدأ الزيارة بمدينة ريزا، ذات الطابع المحافظ، المطلة على البحر الأسود في شمال تركيا، والتي حصل فيها حزب العدالة والتنمية على نسبة أصوات كبيرة والتي تعتبر مسقط رأسه أردوغان.
وأوضحت مصادر داخل الحزب أن أردوغان سيعقد اجتماعه الأول مع رؤساء البلديات بعد انتخابات المحليات الأخيرة، في المقر الرئيسي للحزب، في 22 أغسطس/ آب الجاري، مشيرة إلى أنه سيعطي تعليمات لرؤساء البلديات الجدد الذين تم اختيارهم في الانتخابات الأخيرة.
يشار إلى أن الدائرة المقربة من أردوغان، بدأت الحديث عن أنه يستعد لشن حملة جديدة ضد باباجان وعبد الله جول اللذين يسعيان لتأسيس حزب جديد، ومعهم داود أوغلو.
الكاتب الصحفي بجريدة “حريت” المقربة من حزب العدالة والتنمية، عبد القادر سلفي، كشف في مقاله، بتاريخ 30 يوليو/ تموز الماضي، أن أردوغان يستعد لإجراء زيارات إلى مدينة قيصري (مسقط رأس عبد الله جول)، وقونيا (مسقط رأس أحمد داود أوغلو)، خلال شهر أغسطس/ آب المقبل.
أوضح سلفي أن الغرض من الزيارتين هو أن أردوغان سيشن حملة هجوم جديدة على أحمد داود أوغلو وعبد الله جول، على خلفية استعدادهما لتأسيس حزبين جديدين منشقين عن حزب العدالة والتنمية.
ادعاء سلفي جاء تعليقًا على تصريحات أردوغان الأخيرة خلال اجتماعه مع رؤساء الحزب في المدن، يوم 26 يوليو/ تموز الماضي، والذي هدد فيه من يتحركون للخروج على حزب العدالة والتنمية، ووصف تحركهم بالخيانة، قائلًا: “سيدفعون ثمن ذلك باهظًا”.
وكان أردوغان قد قال في تصريحات سابقة له إنه سيتم عقد المؤتمر العام للحزب في خريف العام الجاري، بدلًا من أغسطس/ آب 2021، لإعادة ترتيب صفوف الحزب مرة أخرى، الأمر الذي فسرته المعارضة على أن أردوغان يستعد لترتيب أوراقه مرة أخرى من أجل عقد انتخابات مبكرة.