إسطنبول (زمان التركية) – بالرغم من تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعتصر الاقتصاد التركي في الفترة الأخيرة، ودعوات رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان ورجال نظامه للمواطنين للتقشف وترشيد النفقات، إلا أن نظام أردوغان يستمر في تحويل الأموال لصالح الأوقاف والجمعيات الوهمية التي تديرها عائلة أردوغان.
قامت حكومة حزب العدالة والتنمية بتحويل مبلغ مليار و264 مليون ليرة لصالح وقف “معارف” الذي يديره بلال أردوغان وعدد من أعضاء حزب العدالة والتنمية، مقابل الاستيلاء على المدارس التابعة لحركة الخدمة في الخارج.
الوقف المعروف بتدخلاته في المنظومة التعليمية، بدلًا من وزارة التعليم، يعرف أيضًا بأنه وزارة ظل، وقَّع بروتوكولات مع وزارة التعليم، حصل بموجبها على 723 مليون و200 ألف ليرة خلال أربع سنوات.
وفي شهر يونيو/ حزيران الماضي، أصدر رئيس الجمهورية أردوغان قرارًا بنقل 541 مليون ليرة من ميزانية وزارة التعليم إلى وقف معارف، ليصبح إجمالي ما حصل عليه الوقف من وزارة التعليم مليار و264 مليون ليرة.
حزب أردوغان مرر قانون إنشاء “وقف معارف”، داخل البرلمان في عام 2016، وكان أول أهدافه الاستيلاء على مدارس حركة الخدمة المنتشرة في الكثير من دول العالم، والسيطرة عليها ثم استخدامها لنشر أيديولوجية الحزب.
في ديسمبر/ كانون الأول عام 2017، قال رئيس الوقف بيرون أكجون إن هناك قرابة 100 مدرسة جرى إنشاؤها لمختلف المراحل التعليمية في 20 دولة، لتستقبل 10 آلاف طالب على الأقل، في بداية عملها.
وبالفعل، تسلم الوقف مدارس جولن بقرار من الحكومة السودانية في مايو/ أيار 2017، وفي تصريح للسفير التركي لدى الخرطوم جمال الدين آيدين، في أغسطس/ آب 2017، وصف العملية بـ”التأميم”.
السيناريو نفسه تكرر في تونس، ففي نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، زار بيرول أكجون العاصمة التونسية، وافتتح مدرسة “المعارف” الدولية، في حضور السفير التركي عمر فاروق دوغان وممثّل أردوغان ياسين أقطاي، بينما نظمت حركة النهضة احتفالا بما وصفوه “تأسيس مدرسة تركية إسلامية”.
نشرت “بي بي سي” تقريرًا، في سبتمبر/ أيلول 2017، كشفت فيه تعرض المدارس الثلاث لحركة الخدمة في الصومال للإغلاق، وجرى إعادة الأتراك العاملين بها إلى بلادهم، فيما أعيد فتح المدارس بعد فترة وجيزة، بطاقم إدارة صومالي، بتمويل من السفارة التركية في مقديشو، تحت اسم مدارس معارف.
في يناير/ كانون الثاني الماضي، كشف تقرير نشرته جريدة “سوزجو” التركية حول أنشطة منظمات المجتمع المدني من مدارس ومساكن طلابية في عام 2018، موضحة أن رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى التي كان يسيطر عليها أردوغان وحزب العدالة والتنمية منذ عام 1994، حولت مبلغ 847 مليونا و592 ألفا و858 ليرة و27 قرشًا لصالح جمعيات وأوقاف تابعة لحزب العدالة والتنمية وعائلة أردوغان، كان نصيب معارف بينها 26,4 مليون ليرة.