إسطنبول (زمان التركية) – بعد الخسارة الفاضحة التي تعرض لها حزب العدالة والتنمية في انتخابات المحليات الأخيرة في 31 مارس/ آذار الماضي، وما تبعها من خسارة إسطنبول أيضًا في انتخابات الإعادة، بدأت الأصوات تتعالى داخل حزب العدالة والتنمية بأن ما حدث هزيمة.
الهزيمة الفاضحة لم يقتصر تأثيرها على مجرد انتقادات في صفوف الحزب فقط، وإنما بدأ الحزب يشهد انشقاقات متتالية كان أبرزها انشقاق وزير الاقتصاد الأسبق ونائب رئيس الوزراء علي باباجان، وإعلانه تأسيس حزب جديد، وما تبعه من استقالات أخرى من بينها 89 من أعضاء الحزب في مدينة غازي عنتاب، بالإضافة إلى استقالة المؤسس الفخري لحزب العدالة والتنمية رستم زايدان، كما كشف رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو عن تحركات لتأسيس حزب جديد.
الانتقادات لم تقتصر على الهزيمة فقط التي كان حزب الحركة القومية شريكًا فيها، بصفته حليفا لأردوغان، وإنما وصلت أيضًا إلى انتقادات للنظام الرئاسي الذي حارب أردوغان من أجل فرضه على البلاد لتوسيع صلاحياته.
أما أردوغان فلم يلزم الصمت أمام هذه التحركات، وبدأ مهاجمة من يفكرون في الانشقاق عن الحزب ووصفهم بالخونة.
الدائرة المقربة من أردوغان تتحدث أنه يحاول وقف النزيف من خلال عقد اجتماع طارئ لمجلس الحزب في خريف العام الجاري، بعد أن كان الاجتماع مقررًا في أغسطس/ آب 2021.
من جانبه علَّق نائب حزب العدالة والتنمية السابق محمد متينر على الحزب الجديد المزعوم تأسيسه من رحم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، موضحًا أن حزب العدالة والتنمية انتهت مدة صلاحيته، وأن تركيا بحاجة إلى حزب جديد بقيادة أردوغان.
تصريحات محمد متينر، الذي يعتبر من الأقربين إلى أردوغان، جاءت في الذكرى الثامنة عشر لتأسيس حزب العدالة والتنمية، وقال: “نحن لا نحتاج إلى حزب العدالة والتنمية المحدَّث، وإنما نحتاج إلى حزب العدالة والتنمية الجديد بشكل عاجل”.
أوضح متينر أن حزب العدالة والتنمية صعد إلى كرسي الحكم في البلاد منذ تأسيسه، مما يعني أن وقوعه في أخطاء لا مفر منه، مشيرًا إلى أن هناك عناصر تلهث وراء السلطة والقوة تسربت إلى صفوف الحزب وتسببت في ضعفه.
وأضاف في تصريحاته: “البعض غادر الحزب بالفعل، والبعض الآخر ينتظر الوقت المناسب لمغادرة الحزب. لذلك على الرئيس أن يعيد توجيه حزب العدالة والتنمية في مفترق الطرق الذي يواجهه. حتى وإن ظهر حزب العدالة والتنمية بشعار تركيا الجديد، إلا أنه تأسس بشروط تركيا القديمة”، مؤكدًا أن حزب العدالة والتنمية الذي تأسس وفقًا لشروط تركيا القديمة اكتملت فترة صلاحيته.
أما فريق رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو، فقد بدأ يحقق ظهورًا إعلاميًا أكبر في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة الانفصال في صفوف حزب العدالة والتنمية الحاكم.
واستنكر نديم يامالي، رئيس شعبة حزب العدالة والتنمية سابقا والعضو في فريق داود أوغلو حاليا، ما يشهده حزب العدالة والتنمية قائلا: “كيف يمكن التنافس مع صهر الرئيس / رئيس الحزب أو تصويبه إذا خرج عن المسار الصحيح؟ المشكلة الكبرى هي مشاركة العائلة في الحياة السياسية وإدارة البلاد”.
وخلال إجابته عن أسئلة دويتشه فيلة في نسختها التركية، أشار يامالي إلى وجود فساد داخل حزب العدالة والتنمية وضرورة إزالة عائلة أردوغان من الحكم قائلا: “بدأنا مرحلة اعتراض، وفي حال عدم إجراء أردوغان الإصلاحات التي ننتظرها منه فإننا سنتخذ الإجراءات اللازمة وسنشقّ طريقنا”.