بقلم: مايسترو
كشفت وزارة الداخلية المصرية هوية المنفذ والمخططين للحادث الإرهابي الذي وقع أمام معهد الأورام بالقاهرة، ظهر الأحد الماضي الموافق الرابع من أغسطس الجاري، وأسفر عن وفاة 22 شهيداً، وإصابة 47 جريحاً، وقالت الوزارة في بيان لها أنه تم تحديد شخصية منفذ الحادث، وهو عبد الرحمن خالد محمود، الذي كان هارباً من أمر بضبطه وإحضاره على ذمة إحدى القضايا الإرهابية لعام 2018، وأنه عضو بحركة “حسم” الإرهابية التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي، واسمه الحركي “معتصم”، كما أعلنت الداخلية عن مصرع 17 إرهابياً على علاقة بالحادث، وتابعين لـ”حسم” وذلك خلال مداهمتها لوكرين للعناصر الإرهابية، كما تم القبض على الإرهابي حسام عادل المشارك للإرهابي الانتحاري مرتكب الجريمة، واعترف حسام بدوره بشكل تفصيلي، ونشر هذا الاعتراف على المواقع الإخبارية المختلفة.
https://www.elwatannews.com/news/details/4292308
هذا وبمتابعة أحداث تفجير معهد الأورام يتأكد لنا بوضوح أن هناك لقطات مضيئة في ظل فصول هذا الحدث المؤلم؛ لعل أهمها :
* بعد الانتهاء من معاينة الشرطة والنيابة العامة لمسرح التفجير دخلت أجهزة الدولة لرفع أنقاض الهدم الناشئة عن التفجير للبدء فوراً في أعمال إعادة الإصلاح والترميم.
* ظهرت بوضوح الإدارة الناجحة للأزمة؛ وتجلى هذا التميز في أداء مرفق الإسعاف، الذي تعامل بسرعة من خلال قيام العشرات من أطقمه بواجباتهم في نقل الجرحى ومرضى السرطان للمستشفيات، كما توجهت فرق من الأطباء والممرضين من كافة التخصصات لهذه المستشفيات للقيام بالمهام المنوطة بهم.
* كانت التبرعات التي قدمها المصريون والإخوة العرب، والتي تجاوزت قيمتها بكثير المائة مليون جنيها، بمثابة لطمة قوية تعبر عن الرفض الشعبي والعربي للإرهاب.. .
* هذا وعلى الصعيد الأمني أصدرت وزارة الداخلية خلال أربع وعشرين ساعة بيانها الأول، وأهم ما جاء فيه اتهام حركة ” حسم ” الإرهابية بأن عناصرها وراء تنفيذ هذا التفجير، وتتبع الحركة جماعة الإخوان المسلمين، ولا يمنع أن يشارك في أعمالها الإجرامية عناصر أخرى من المتطرفين الإسلاميين؛ وزعمت وقتها بعض المنصات الإعلامية التابعة للتنظيمات الإرهابية أن الأمن المصري يُلقي الاتهام جزافاً.. فكانت المفاجأة المدوية في البيان الثاني لوزارة الداخلية، والذي صدر بعد 48 ساعة من بيانها الأول وقد كشف عن شخصية الانتحاري، كما أشار إلى أنه تم القبض على شريك له في الجرم، إضافة لتصفية 17 إرهابياً ينتمون لـــ “حسم” في تبادل لإطلاق نار مع عناصر إرهابية في بؤرتين إرهابيتين للحركة. وجدير بالذكر أن حركة حسم الإخوانية مدرجة على قوائم الحركات الإرهابية في الولايات المتحدة وبريطانيا.
* نفذ الانتحاري جرمه باستخدام سيارة مسروقة، وبهذا يتأكد للجمهور المصري وغيره أن التنظيمات الإرهابية تسرق سيارات المواطنين من أجل ” الجهاد المزعوم ” فهل هذه السرقات حلال عندهم ؟؟؟ بالطبع قد أفتوا لهم بجوازها شرعاً؛ ولما لا وقد أفتوهم بما هو أخطر، ألا وهو : أن جرائمهم الإرهابية هي جهاد في سبيل الله !!!
لذا علقت دار الإفتاء المصرية في بيان لها عن الحادث قائلة ” لم تعرف أمتنا الإسلامية على كثرة ما خرج فيها من فرق وتيارات منحرفة جماعةً أضل سبيلًا وأخبث مقصدًا وأظلم منهجًا من جماعة الإخوان الإرهابية، وأن هذه الجماعة جعلت الدينَ مطيتهم والقتل هوايتهم، وتمزيق الأوطان مقصدهم… ثمانون عامًا أو يزيد لم يقدموا للأمة إلا الإرهاب والقتل وتزييف الحقائق “.
وجدير بالذكر أن منظمات حقوق الإنسان العالمية لم تُدن هذه الجريمة الإرهابية.. وهم بهذا يقدمون الدعم الواضح للإرهاب، ونجدهم عند صدور أحكام بالإعدام في مواجهة الإرهابيين بعد إدانتهم من خلال محاكمات قضائية عادلة.. يطلون علينا بوجههم القبيح لينددوا بأحكام الإدانة مشككين في عدالتها.. !!!
هذا وعلى جانب آخر، فقد وقع يوم السبت الموافق الثالث من الشهر الجاري حادث إرهابي كبير بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث قتل متطرف يميني يدعى باتريك كروزيوس ما يزيد على عشرين شخصاً، وأصاب العشرات، إثر عملية إطلاق نار عشوائي، استهدفت المتسوقين بمتجر وولمارت بمدينة إل باسو بولاية تكساس، وتم القبض على مرتكب الجرم وهو ـــ وفقا لما قاله رئيس شرطة المقاطعة ـــ ” رجل أبيض يبلغ الحادية والعشرين من عمره، وأن الشرطة عثرت على أدلة تؤكد أنها جريمة كراهية ضد ذوي الأصول اللاتينية الذين هاجروا قديما إلى تكساس” هذا وخلال أقل من 24 ساعة من وقوع جريمة تكساس المشار إليها، قام متطرف آخر في أوهايو بقتل تسعة أشخاص رمياً بالرصاص العشوائي، وذكرت شبكة “إن بي سي” الأميركية أن الشخص الذي أطلق النار في منطقة أوريغون بأوهايو يدعى كونور بيتس (24 عاما)، ومقيم في مدينة بيلبروك الواقعة في الولاية نفسها، ويقع الحادثان بعد 7 أيام فقط من قيام مراهق بقتل ثلاثة أشخاص ببندقية في مهرجان بولاية كاليفورنيا قبل أن ينتحر، وبينما ألقت الشرطة القبض على الإرهابي في تكساس، فقد قتلت من ناجية أخرى مرتكب جريمة أوهايو.
وعلق الرئيس ترامب على الأحداث معتبراً أنها جرائم كراهية؛ وأنها ترجع أيضاً لكون الجناة يعانون من ” مرض عقلي ” هو السبب وراء هذه الهجمات؛ والحقيقة أن هذه الجرائم هي جرائم إرهابية بامتياز، ونرى أن الرئيس ترامب يستخدم وصف الكراهية لدوافع سياسية نظراً لكونها أصبحت تمثل ظاهرة في أمريكا.. وغني عن البيان أن الإرهاب يمثل قمة الكراهية.. أما وصفه للجناة بأنهم يعانون من مرض عقلي.. !! فقد أهدى الرئيس بهذا الوصف للإرهابيين سنداً قوياً لتبرئتهم أمام القضاء من الجرائم التي ارتكبوها باعتبارهم مرضى.. ومن ناحية أخرى يناقض هذا الوصف ما صرح به ترامب من أن الجناة في جرائم الكراهية يستحقون الإعدام.. !!!