إسطنبول (زمان التركية) – قال كاتب صحيفة “يني عقد” التركية المعروفة بقربها للحكومة، عبد الرحمن ديليباك، إنه تبين من يسرقون أموال الشعب في تركيا، في إشارة منه إلى كبار المسؤولين، مؤكدًا أن الأجهزة الاستخباراتية تعرف كل الأماكن التي يخفي فيها أموالهم هؤلاء اللصوص.
ديليباك قال في مقال له نشر أمس السبت 3 أغسطس/ آب 2019، بعنوان مثير: “الآباء والأبناء”، ضمن حملة النقد الذاتي التي أطلقها عقب خسارة حزب العدالة والتنمية في انتخابات المحليات، غير أن كثيرًا من القراء رأوا في هذا العنوان إشارة خفية إلى الأب الرئيس رجب طيب أردوغان وابنه الثري بلال أردوغان.
واستخدم ديليباك عبارات مثيرة في المقال قائلاً: “الناس يتحدثون عن رجل ثريّ.. لقد يئس الناس من أبنائه وبناته وإخوانه وأقاربه، وصهره.. همّ الجميع هو سرقة مفتاح صندوق النقود من يد ذلك الذئب المسنّ.. الذئب المسنّ هو الآخر كوّن ثروته بأعمال السرقة واللصوصية.. إن الذي سرق أموال الناس تُسرق أمواله يومًا. لذلك يخاف من الجميع. فإذا ما وزّع تلك الأموال بين أقربائه فإنها ستذهب سدى خلال يومين فقط. لذا استودع الأموال عند من يعتقد أنه الأوثق نسبيًّا، ثم أسس جمعية ويفاوض معها حتى تمنح أبناءه من الأموال قدر حاجتهم”.
وأشار ديليباك إلى أن ما وصفهم بـ”آكلي لحوم البشر” الذين يسرقون أموال الناس، يتمتعون بتعليم عالي المستوى، ويعرفون عدة لغات أجنبية، ويصلّون صلاة العيد في الصفوف الأولى للمساجد المختارة لهم، لافتًا إلى أنهم يقومون بأعمال خيرية أيضًا من أجل حياتهم الآخرة.
وزعم ديليباك أن العديد من الأجهزة الاستخباراتية لدول مختلفة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وروسيا وإسرائيل وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وسويسرا والفاتيكان لديها عملاء داخل تركيا، بينهم رجال الأعمال والسياسيون والبيروقراطيون والصحفيون والعاملون في مجال منظمات المجتمع المدني.
يذكر أن ديليباك يأتي في طليعة الكتاب الذين سوّغوا كل أعمال الرئيس أردوغان منذ نحو خمس سنوات رغم معرفتهم بالحقيقة، لكنه انقلب عليه بشكل غير مباشر بعد زعزعة حكمه عقب الخسارة الكبيرة التي تعرض له في الانتخابات المحلية.
ويرى مراقبون أن اعترافات الكتاب والسياسيين المحسوبين على نظام أردوغان من أمثال ديليباك وأحمد داود أوغلو أكبر دليل على براءة حركة الخدمة من كل الاتهامات التي يوجهها أردوغان إليها منذ بدء تحقيقات الفساد والرشوة في 2013 التي اعتبرها أردوغان محاولة انقلابية للإطاحة به.