إسطنبول (زمان التركية) – أجرى رئيس الجمهورية التركي ورئيس حزب العدالة والتنمية، رجب طيب أردوغان، أمس السبت، زيارة مثيرة التقى خلالها فريق عمل مركز بوسفور جلوبال “Bosphorus Global” المعروف باسم “البجع”.
المركز الذي يعد الجناح الإعلامي لمجموعة صغيرة في الحجم كبيرة في النفوذ داخل حزب العدالة والتنمية، نشر تغريدات حول الزيارة مرفقة بصور جماعية مع أردوغان، من خلال حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قائلًا: “لقد تم تقديم معلومات لأردوغان حول أنشطتنا الخارجية أيضًا”.
استمر اللقاء 1.5 ساعة، وحضره رئيس إدارة الاتصال في رئاسة الجمهورية التركية فخر الدين ألتون، ورئيس مركز البوسفور للشؤون العالمية صهيب أويوت وزوجته الكاتبة الصحفية هلال كابلان، أحد متزعمي مجموعة البجع داخل حزب العدالة والتنمية، ونائب رئيس المركز جايهان أكصوي.
وقال المركز في تغريدته: “لقد تفضل الرئيس أردوغان بتشريف مؤسستنا. استمر اللقاء 1.5 ساعة وتم خلاله تقديم معلومات حول مشروعات في الإعلام الاجتماعي، مثل نشر معلومات عن “منظمة فتح الله جولن” والتنظيمات الإرهابية وأنشطتها والأنشطة الخارجية الأخرى.
يشار إلى أن الحسابات المذكورة في التغريدة هي حسابات على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تدار من قبل مركز البوسفور للشؤون العالمية ومهمتها الأساسية نشر معلومات مشوهة عن حركة الخدمة وشنّ دعاية إعلامية ضد من يراد تصفيتهم أو تشويه صورتهم ممّن يصنفون “أعداء” أو “معارضين”.
ما هي مجموعة البجع؟
في عام 2016 نشر مجموعة “البجع” ملفًّا اضطر بعده رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو إلى الاستقالة من منصبه، وكان يحتوي على معلومات حول الخلاف المشتعل بين أردوغان وداود أوغلو في تلك الفترة، وكان العمل لصالح ألمانيا من بين التهم الموجهة إليه.
نشر الادعاءات الخاصة بالخلاف بين داود أوغلو وأردوغان على مدونة على موقع “WordPress” تحت اسم “ملف البجع”، وانتشرت على وسائل الإعلام بشكل واسع وسريع. الادعاءات المنشورة كان تصف أردوغان بـ”الرئيس” بينما كانت تصف داود أوغلو بـ”الأستاذ”، ويقال إنها أعدت من قبل مجموعة من الصحفيين المقربين من أردوغان مثل جيم كوتشوك، وجميل بارلاس، وهلال كابلان، وحشمت بابا أوغلو، ومليح ألتينوك.
موقع “أحوال تركية” ربط الحملة الإعلامية الممنهجة ضد نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة بما تعرف “بمجموعة البجع”، مشيرًا إلى أنها مجموعة تضم عددا من أصحاب النفوذ التي تربطهم علاقة وثيقة بالرئيس أردوغان.
واعتمد موقع أحوال في معلوماته عن تلك المجموعة السرية على اعترافات واحد من أعضائها السابقين وهو “فرات إيريز” الذي عمل كمنتج محتوى مستقل ومديراً فنياً لمجموعة البجع السرية، كما عمل بعدد من المواقع الإلكترونية التي تهدف إلى التشكيك في القصص الإخبارية التي تنتقد حزب العدالة والتنمية.
وربط “إيريز” عددا من الأسماء البارزة بمجموعة “البجع” من بينهم أليف شاهين، عضو المجلس الإداري لحزب العدالة والتنمية في إسطنبول، والأكاديمية فيليز غوندوزر، والكاتبة بجريدة صباح الموالية هلال كابلان، وزوجها صهيب أويوت وشقيق زوجها سلمان أوغوت.
بالتزامن مع الجدل والانتقادات المتصاعدة داخل حزب العدالة والتنمية على خلفية الخسارة السياسية الفادحة، هاجم أيهان سفر أوستون، النائب السابق عن حزب العدالة والتنمية، ورئيس لجنة التحقيق البرلمانية في انتهاكات حقوق الإنسان سابقا، ما يعرف في تركيا بـ”مجموعة البجع (بليكان)”.
وأشار أوستون إلى انتهاء عصر المشورة في آليات القرار داخل حزب العدالة والتنمية، مفيدا أن مجموعة البجع، التي تردد اسمها بنشرها بيانًا تسبب في استقالة أحمد داود أوغلو من منصب رئيس الوزراء، أصبحت صاحبة القرار في الحزب.
وأضاف أوستون أن مجموعة البجع باتت هي من تتخذ وتنفذ القرارات الاستراتيجية داخل الحزب، بدلاً من اللجان القانونية المعروفة المسندة إليها مهمة اتخاذ وتنفيذ القرارات.
يذكر أن هذه الزيارة جاءت عقب زيارة مفاجئة من أردوغان لحليفه رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي في منزله، مستخدمًا سيارات مدنية، بدلًا من سيارات رئاسة الجمهورية.
الزيارتان تأتيان بالتزامن مع تصاعد ادعاءات حول نية أردوغان عقد انتخابات مبكرة في الفترة المقبلة، خاصة بعد أن أعلن تنظيم المؤتمر الموسع لحزبه في خريف العام الجاري، بدلًا من أغسطس/ آب 2021، وهو ما وصفته المعارضة بأن أردوغان يعيد ترتيب صفوفه من أجل تصفية حزبه من المعارضة الداخلية مثل وزير الاقتصاد الأسبق وداود أوغلو، إلى جانب إطلاق حملة تشويه ضد كل الأحزاب المعارضة، ومن ثم اتخاذ قرار بإجراء انتخابات مبكرة.
هل يجري أردوغان هذه الزيارات بشكل متتالٍ مفاجئ من أجل حرب إعلامية جديدة قبيل عقد انتخابات مبكرة؟