أنقرة (زمان التركية) – تناول نائب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي عن مدينة كوجالي غرب تركيا، عمرو فاروق جرجرلي أوغلو، الوضع الذي يعاني منه المفصولون من وظائفهم بموجب المراسيم المنشورة من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016.
وأوضح جرجرلي أوغلو أن غالبية “ضحايا حالة الطوارئ” يكافحون للعيش في ظل أوضاع صعبة للغاية، مشيرا إلى أن هناك كثيرا من الأساتذة الجامعيين يعملون الآن بائعين، وأفراد الشرطة يعملون حراسًا للأبناية، وقاضيات يعملن عاملات نظافة في المنازل، بسبب فصلهم عن وظائفهم وعدم السماح لهم بالحصول على عمل يناسبهم حتى في القطاع الخاص نظرًا لتعرضهم لتصنيف أيديولوجي من قبل السلطة.
وخلال مشاركته في برنامج “وقت التفكر” على قناة TV 5 ذكر جرجرلي أوغلو أن السلطة السياسية بقيادة رجب طيب أردوغان انتهزت حالة الطوارئ التي أعلنتها عقب المحاولة الانقلابية الغاشمة كفرصة لإعادة تصميم أجهزة الدولة من خلال التصفيات الجماعية، مفيدا أن سريان أحكام المراسيم يقتصر على وقت حالة الطوارئ فقط، وأنه يتوجب على المحكمة الدستورية إلغاء المراسيم بموجب المادة 121 من الدستور.
وأشار جرجرلي أوغلو إلى استغلال السلطات الطوارئ وقامت بإفضاء البيانات الخاصة لمئات الآلاف من الأشخاص من المواقع الالكترونية وفصلهم من أعمالهم بحجة المراسيم مفيدا أنهم تم إلقاء هؤلاء الأشخاص في الساحة أمام أسود جائعة.
وقدم جرجرلي أوغلو إلى نماذج تظهر الوضع الذي يعاني منه الأشخاص الذين تعرضوا للفصل والطرد بعد الانقلاب الفاشل وفق قائمة الأسماء المعدة قبل سنوات من وقوع الانقلاب.
وتناول جرجرلي أوغلو وضع ضحايا المراسيم بقوله: “هناك أشخاص فصلوا من عملهم بموجب تلك المراسيم ولم يفتحوا ستائرهم في المنزل كي لا يوصم بالعار. كان يتوجب على لجنة التحقيق في إجراءات المحاولة الانقلابية وإزالة التظلمات أن تكون مستقلة، لكنها تخضع للسلطة التنفيذية. هذه لجنة مؤلفة من سبعة أشخاص يدركون جيدا أنهم سيخسرون مناصبهم في حال اتخاذهم قرارات مغايرة لرغبة الرئيس. 50 في المئة ممن وردت أسمائهم في المراسيم اضطروا للانتقال إلى مكان آخر للعيش فيه، بينما فقد 75 في المئة منهم علاقاتهم بجيرانهم وأصدقائهم السابقين. 35 في المئة منهم يعانون من مشاكل في زواجهم، و6 في المئة منهم تطلقوا”.
وأضاف جرجرلي أوغلو: “الدراسة التي أجريناها تعكس أن حالة الطوارئ والمراسيم الصادرة في إطارها استهدفت تدمير العوائل والمؤسسة العائلية بشكل مرعب. أعلم جيدا أن هناك أساتذة جامعين يعملون بائعين وأفراد شرطة يعملون حراسا للبنايات وقاضيات يعملن عاملات نظافة. معلم يعجز عن ممارسة مهنته فيعمل سائق حافلة في مدرسة خاصة، إلى أن يأتي إلى هذه المدرسة تقرير استخباراتي يطالب بفصله مرة أخرى بنفس التهمة”.
هذا وأشار جرجرلي أوغلو إلى وقوع نحو 70 واقعة انتحار وإقدام أم لطفلين ورضيع يبلغ من العمر ثمانية أشهر ونصف على الانتحار قائلا: “عندما توجه مئات الآلاف ممن وردت أسمائهم في المراسيم إلى لجنة التحقيق في إجراءات المحاولة الانقلابية وإزالة التظلمات نظرا لعدم معرفتهم بسبب ورود أسمائهم في المراسيم لم يعرفوا على ما يستندون في كتابتهم في الدفاع عن أنفسهم”.