أنقرة (زمان التركية) – علّق سلجوق أوزداغ، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا سابقًا على تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان التي هدّد فيها المنشقين عنه لتأسيس حزب سياسي جديد قائلاً: “من يرتكبون هذه الخيانة سيدفعون ثمن باهظا“.
أوضح أوزداغ، الذي يواصل أعمال إنشاء حزب سياسي جديد ضمن طاقم رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، أن حزب العدالة والتنمية فقد روحه الديمقراطية والحرة، وبات يخاطب مخاوف المجتمع عوضا عن أحلامه وآماله.
وانتقد أوزداغ النظام الرئاسي الجديد، وشدد على ضرورة تغييره، وفيما يتعلق بأعمال تأسيس علي باباجان لحزب سياسي جديد، أعرب عن آماله في ظهور قوي لكل من داود أوغلو وباباجان تحت مظلة حركة واحدة قائلا: “غير أن الآمال لا تكفي دائما في السياسة. نأمل أن يظهروا سويا بحزب بديل يحل مشاكل تركيا المتراكمة”.
وعلق أوزداغ على تصريحات أردوغان التي ذكر خلالها أن الحزب الجديد سيُطاح به كالشوال الفارغ، وأن من يرتكبون هذه الخيانات سيدفعون ثمنا باهظا قائلا: “ما سبب كل هذا الخوف والقلق إن كان الحزب الجديد بمثابة شوال فارغ. نحن نعيش منذ زمن حياة مليئة بالتهديد والمخاطر. التهديد لا يخيفنا بل يزيدنا شجاعة. لا يمكن اعتبار الشخص خائنا لمجرد تأسيسه حزبا سياسيا.”
وتابع أوزداغ: “الفردية هي أساس الإيمان؛ بينما التعددية الفكرية هي أساس السياسة. العدالة والتنمية ليس مؤسسة دينية أو دينًا كي يكون المنفصل عنه خائنًا أو مرتدًّا. لا يوجد على وجه الأرض شخص أو مؤسسة تحتكر تمثيل الإسلام في ذاتها. فإذا ما تبين للجميع خطأ السياسات الحالية فإنه تتبين تلقائيًّا ضرورة تجربة طرق مختلفة، فهذا هو ما يفعله الحزب الجديد”.
وأضاف أوزداغ أن العدالة والتنمية تعهد بالحرية والديمقراطية ومكافحة الفقر والفساد وقت تأسسه، واتبع نهجا ديمقراطيا حرا في مستهل مسيرته، غير أنه لم يعد يخاطب مستقبل المجتمع بل بات يعمل على إنقاذ المستقبل بالحديث عن الإنجازات الماضية، مفيدا أن الحزب لم يعد لديه تعهدات بشأن المستقبل، وفقد مصداقيته.
هذا ووجه أوزداغ انتقادات للنظام الرئاسي أيضًا قائلا: “لا يتم تعيين الأقارب من الدرجة الأولى وزراء في أي نظام رئاسي. الولايات المتحدة تتبع النظام الرئاسي. هل سبق وأن حدث هذا الأمر بها؟ ميراثنا التاريخي يوضح عدم ملائمة هذا النظام لتركيا، ففي الدولة العثمانية والسلجوقية كان هناك منصب صدر أعظم أي رئيس الوزراء بجانب السلطان. هذا النظام كان خاطئا ولم يتولد نتيجة حاجة، بل هو نظام يتمحور حول شخص واحد ولا بد من تغييره”.