أنقرة (زمان التركية) – أفاد ياسين أقطاي، مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا رجب طيب أردوغان، أنه بات من الواضح حاجة الحزب للتحديث والتجديد، وأن الحاجة لا يمكن تلبيتها بالاكتفاء بتغيير عدد من الكوادر فقط.
وخلال مقاله في صحيفة يني شفق بعنوان “حزب العدالة والتنمية الذي حوَّل البلاد بحاجة إلى التحوّل أيضا”، ذكر أقطاي أن كل نتائج انتخابات الحادي والثلاثين من مارس/ آذار والثالث والعشرين من يونيو / حزيران، التي أسفرت عن خسارة الحزب الحاكم وفوز المعارضة، تعكس مدى رسوخ النظام الديمقراطي في تركيا، وفق رأيه.
وأضاف أقطاي أنه لا ينظر للأحداث من وجهة نظر العدالة والتنمية فقط قائلا: “سبق وأن ذكرت أنه حتى عند النظر لنتائج الانتخابات المحلية من وجهة نظر العدالة والتنمية يتكشف مشهد مربح جدا لكونه الحزب الحاكم الذي لا يزال يتولى مسؤولية إدارة تركيا. وعلى الرغم من خسارته للمدن الكبرى مثل أنقرة وإسطنبول، فإن هذا الأمر قدم ميزة قوية لصورة تركيا الديمقراطية التي يطبق فيها القانون والقواعد والحقوق. ومن الواضح والجلي أن قيمة هذه الصورة أكبر من المكتسبات التي حققها الحزب في الانتخابات التي خرجت منها ظافرا منتصرا”.
وأوضح أقطاي أن الأهم من صورة تركيا هذه هو مشاركة فصائل واسعة من المجتمع في إدارة البلاد في الوقت الراهن، وبالتالي بلوغ المشاركة توازنًا اجتماعيًّا جديدًا أكثر عدلا، مؤكدا أن حزب العدالة والتنمية بحاجة إلى تحديث، وأن حاجة الحزب هذه لا يمكن تلبيتها بالاكتفاء بتغيير عدد من الكوادر فقط.
وأشار أقطاي إلى وجود الكثير من النقاط التي تحتاج إلى تحديث فيما يتعلق بالخطابات والسياسات والبرامج بقوله: “بل يتوجب علينا البدء أولا بمفهوم “العدالة” التي تشكّل أحد طرفي اسم حزب العدالة والتنمية، وتأتي في المقام الأول في كل شيء. العدالة هي الأساس. التحديث يستوجب العودة مرة أخرى إلى المبادئ والقيم الأساسية التي تبناها حزب العدالة والتنمية عند تأسيسه وليس الانسلاخ عن هذه القيم والمبادئ”، على حد تعبيره.
هذا واعتبرت المعارضة هذه التصريحات اعترافًا من أحد أبرز أسماء الحزب الحاكم بغياب العدالة في تركيا تمامًا خلال السنوات الخمس الأخيرة، بعدما خرج الحزب عن المسار الديمقراطي وتحوّل إلى نهج استبدادي منذ ظهور فضائح الفساد والرشوة في 2013.