أثينا (زمان التركية) – ادعت جريدة “كاثيميريني”، أحد أشهر الصحف اليونانية، أن سفينة حربية روسية رست في أحد الجزر ببحر إيجه قرب مدينة مرمريس التركية قبل يومين من “الانقلاب الفاشل” من أجل توفير حماية للرئيس رجب طيب أردوغان.
وكان الرئيس أردوغان خرج في عطلة بمدينة مرمريس الساحلية التابعة لمحافظة موغلا جنوب تركيا، قبل نحو أسبوع من الانقلاب الفاشل، على حد وصف الحكومة، والانقلاب المدبر أو الانقلاب تحت السيطرة على حد وصف المعارضة في البلاد.
وأوضحت الجريدة اليونانية أنها حصلت على هذه المعلومات من التحقيقات التي أجريت بشأن الادعاءات الخاصة بإجراء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالًا هاتفيًا بنظيره التركي أردوغان في ليلة الانقلاب بغرض تقديم الدعم له من الوحدات الروسية، مسندة المعلومات إلى “مصادر موثوق فيها”، على حد تعبيرها.
وزعمت المصادر أن بوتين أجرى اتصالًا بأردوغان في ليلة الانقلاب، وأبلغه أن وحدات خاصة روسية رست في مكان قريب من جزيرة يونانية لتقديم الدعم له.
بينما أشارت الصحيفة إلى أن المصادر في العاصمة اليونانية أثينا شككت في صحة هذه الرواية، خاصة وأنها تزعم رسو سفن حربية روسية بالقرب من جزيرة يونانية بالرغم من عدم وجود اتفاقية مشتركة بين البلدين.
وذكرت الصحيفة اليونانية أن سفينتين حربيتين روسيتين خرجتا من الموانئ الروسية قبل يومين من وقوع الانقلاب، ووصلتا إلى جزيرتي رودس وكستيلوريزو اليونانيتين القريبتين من مدينة مرمريس حيث كان الرئيس التركي أردوغان يقضي فيها عطلته.
المصادر الموثوق فيها أكدت أن سفينة روسية كانت في شرق جزيرة رودس والثانية كانت في غرب جزيرة كستيلوريزو لمدة يومين.
وهذا يدل على أن أردوغان كان على علم بالانقلاب قبل يومين على أقل تقدير، وفي هذه الحالة يتبادر إلى الأذهان سؤال مفاده: “لماذا لم يتخذ أردوغان التدابير اللازمة لمنع الانقلاب قبل حدوثه فعلا وقبل استشهاد حوالي 250 بريئًا خلال الأحداث؟”.
كثير من المراقبين يرون أن الرئيس التركي أردوغان، دبر انقلابًا عسكريًّا مصمّمًا على الفشل، ومن ثم استغلّه للقضاء على جميع معارضيه، تمامًا مثلما أحرق “هتلر” مقر البرلمان الرايخستاج فى ثلاثينيات القرن الماضى لتحقيق الغرض نفسه.
وكان رئيس حزب “المركز” وأستاذ القانون عبد الرحيم كارسلي المنتمي إلى التيار الإسلامي في تركيا، أكد أن الرئيس أردوغان، كان على علم مسبق بوقوع الانقلاب، وترك الأحداث تسير طبيعيا، لاستغلال الحدث فيما بعد لصالحه.
وأفاد كارسلي أن “الدولة كانت على علم بالمحاولة الانقلابية فى 2016 ولم تمنعها”، منوّهًا بأن السلطات القضائية تلقت شكوى فى هذا الشأن قبل وقوع الانقلاب، غير أنها لم تقم بفحصها ولم تبد الاهتمام اللازم بها”.
ثم تابع قائلاً: “لقد عثرت على نسخة من ملف الشكاية المقدمة إلى النيابة العامة بإسطنبول ورقمه 2018/174149، حيث يوثق المشتكي معرفة المسؤولين فى الدولة بالتحركات قبل المحاولة الانقلابية، وذلك بالوثائق والمستندات”.
وشدّد كارسلي على أن صاحب الشكوى كشف عن معلومات مهمة حول الانقلاب الذى وقع فى 15 يوليو 2016، وأكد إبلاغه المسؤولين رفيعى المستوى في الدولة بأن هناك تخطيطًا للانقلاب، معلقًا بقوله: “إن المسؤولين لم يحركوا ساكنا سوى الاكتفاء بقول: سوف نهتم، وسنقوم بالفحص! فكأنهم انتظروا الكارثة رغم علمهم بها، لاستغلالها في تحقيق أهداف سياسية”.