إسطنبول (زمان التركية) – فضّت قوات الأمن التركية بشكل عنيف مظاهرة في منطقة قاضي كوي في الشطر الأسيوي من إسطنبول، ضمن فعاليات إحياء ذكرى مذبحة “سروج” التي لا يزال يكتنفها الغموض حتى اليوم، مستخدمة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.
ألقت قوات الأمن القبض على عدد كبير من المشاركين في التظاهرة؛ وأسفر التدخل العنيف لقوات الأمن عن إصابة نائب حزب الشعوب الديمقراطية الكردي أرول قاطيرجي أوغلو برصاصة مطاطية في منطقة البطن.
كانت منطقة قاضي كوي، قد شهدت السبت، تظاهرة حاشدة، لإحياء الذكرى السنوية الرابعة لمذبحة “سروج” التي راح ضحيتها 33 من الأبرياء، إلا أن قوات الأمن تدخلت بعنف غير مسبوق وفضّت المظاهرة بقنابل الغاز والرصاص المطاطي.
ومن جانبه فضح نائب حزب الشعب الجمهوري عن مدينة إسطنبول سيزجين تانري كولو التدخل العنيف لقوات الأمن على المتظاهرين من خلال حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
وقال في تغريدة له: “لقد تعرضنا للعنف. أطلقوا الغاز علينا، وأطلقوا علينا حتى الرصاص المطاطي”.
وبحسب روايات شهود عيان، فقد ألقت قوات الأمن القبض على 22 شخصًا من المشاركين في المظاهرة، وتعرض نائب حزب الشعوب الديمقراطية الكردي أرول قاطيرجي أوغلو لإصابة برصاصة مطاطية في منطقة البطن.
يذكر أنه في 22 يوليو/ تموز 2015 وقع هجوم انتحاري نسب إلى تنظيم “داعش” الإرهابي، استهدف شبابًا مناصرين للقضية الكردية بمركز ثقافي في بلدة “سروج” التابعة لمدينة أورفة الحدودية مع سوريا، وأودى بحياة 33 شخصًا على الأقل.
وفي صبيحة هذه الواقعة عثرت القوات الأمنية على شرطيين مقتولين في فراشهما ببلدة “جيلان بينار” في المدينة ذاتها، ومع نسبة هذا الهجوم إلى العمال الكردستاني للانتقام من هذين الشرطيين بدعوى صلتهما بداعش الذي قتل 32 كرديًّا أمس، إلا أن “ديمهات آجيت”، المتحدث باسم اتحاد المجتمعات الكردستاني، نفى صحة هذا الادعاء، في حين نوّه الكاتب الكردي المعروف “أميد فرات” بأن الأسلوب المستخدم في قتل الشرطيين ليس من أساليب العمال الكردستاني المعهودة، مؤكدًا أن “الجهة” التي أمرت بتنفيذ الهجوم جعلت بعض المجموعات المرتبطة بالعمال الكردستاني تتبنى هذا الهجوم.
بعد أسبوع من هذين الهجومين المنسوب أحدهما لداعش والآخر للعمال الكردستاني، وعلى وجه التحديد في 28 يوليو/تموز 2015، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان بشكل رسمي انتهاء مفاوضات السلام الكردية التي كان يجريها مع زعيم حزب العمال الكردستاني “الإرهابي” عبد الله أوجلان المعتقل بدلاً من حزب الشعوب الديمقراطي “الشرعي”، بموجب مساومات سرية بينهما حول نقل تركيا إلى النظام الرئاسي، مما يدل على أنه نجح في اختلاق الذريعة اللازمة للنكوص عن سياسته القديمة ليبدأ بعدها فترة جديدة مليئة بالاشتباكات الدموية بدعوى مكافحة الإرهاب.
ومن اللافت في هذا الصدد أن يالتشين أكدوغان، كبير مستشاري أردوغان، قال لصلاح الدين دميرتاش، زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعتقل حاليا، عقب تحديه أردوغان قائلاً: “لن نسمح لك بنقل تركيا إلى النظام الرئاسي”، ودخوله البرلمان مع 80 نائبا كرديا، وحيلولته بذلك دون تشكيل حزب أردوغان حكومة منفردة: “إذا قلتم إننا لن نسمح لك بفرض النظام الرئاسي في تركيا، فإنه لا يمكن أن يحدث غير ما حدث اليوم! فليس بمقدور حزب الشعوب الديمقراطي بعد اليوم إلا أن يصوّر فيلمًا سينيمائيًّّا بعنوان مسيرة السلام الكردية فقط.