إسطنبول (زمان التركية) – بالرغم من مرور 3 سنوات على محاولة الانقلاب المزعوم الذي اتخذه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ذريعة للتخلص من كل معارضيه، إلا أن هناك العديد من التساؤلات التي تبحث عن إجابات، والتي تدل على أنها كانت مسرحية دموية من إخراج السلطة السياسية ذاتها.
قمنا بجمع مجموعة من الأسئلة التي لم يجب أحد عليها حتى الآن، في محاولة للبحث عن إجابة لهذا اللغز السخيف:
- كيف يكون جهاز الاستخبارات التركية لا يعرف شيئًا عن محاولة الانقلاب، ومن ثم يكون لديه قوائم معدة مسبقًا لاعتقال مئات الآلاف بتهمة الانقلاب قبل وقوعه!
- كيف يكون أردوغان على رأس كل الأجهزة الأمنية، بما فيها جهاز الاستخبارات والجيش والشرطة، ويعلم بوقوع الانقلاب عن طريق صهره! وكيف يمكن تفسير تقديم 4 روايات مختلفة عن ساعة معرفته بالتحرك العسكري في الجيش.
- كيف يمكن أن يكون المستشارون العسكريون الخمسة لأردوغان انقلابيين وإرهابيين ويتم اعتقالهم؛ وكيف فشلوا في الانقلاب بالرغم من أنهم بجانب أردوغان على مدار الساعة!
- الانقلاب وقع في يوم 15 يوليو/ تموز الموافق يوم الجمعة… تم تجهيز المسجد في مدينة مرمريس ليصلي فيه أردوغان، إلا أنه لم يتمكن من الذهاب إلى المسجد بسبب إرهاقه!
- ما دلالة الصورة الملتقطة أثناء تعليم أردوغان قراءة القرآن على حفيده في الفندق ووراءهما مكتبة!
- هل يمكن انقلاب بدون إلقاء القبض على رئيس الجمهورية، المستهدف الأول من الانقلاب، وكذلك رئيس الوزراء، ووزير داخليته، ووزير العدل، ووزير الخارجية، وغيرهم من الوزراء والبرلمانيين، كما هو معتاد في الانقلابات!
- كيف يمكن أن تذهب فرقة القوات الخاصة التي كلفت بإلقاء القبض على أردوغان، إلى الفندق، محل إقامته، متأخرة 3 ساعات! وكأنهم كانوا يخططون للانقلاب منذ أشهر، ومن ثم وجدوا أنفسهم يسألون عن مكان فندق إقامة المستهدف الأول من الانقلاب.
- كيف تكون الصدفة أن يلتقي رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان برئيس هيئة الشؤون الدينية محمد جورماز قبيل الانقلاب، وزعيم سوري ينتمي إلى مجموعة إسلامية متطرفة، ويأمر أئمة المساجد بقراءة الأذان والأدعية عبر المآذن.
- كيف غفل الانقلابيون الذين أغلقوا جسر البسفور في تلك الليلة أن يغلقوا مواقع التواصل الاجتماعي التي ساعدت في جمع الناس بهذه السرعة!
- كيف يمكن أن تنشر قناة “A Haber” المقربة من أردوغان بيان الانقلاب قبل ساعة كاملة من سيطرة الانقلابيين على التلفزيون الرسمي للدولة ونشرهم البيان عبرها!
- كان بإمكان رئيس أركان الجيش خلوصي أكار أن يصدر أمرًا بعدم مغادرة أي قوات للقواعد العسكرية، إلا أنه غفل عن ذلك!
- الدولة حكمت على الجنود الذين لم يقضوا في الخدمة إلا 5 أيام وعلى طلاب الكليات العسكرية بالسجن المؤبد، بينما حكمت ببراءة “عادل أوكسوز”، المتهم المدني رقم واحد في الانقلاب المزعوم في البداية، ومن ثم أفلتته من يدها، على حد زعمهم!
- حصلت الاستخبارات على معلومات وقوع الانقلاب في الساعة 16:00 من اليوم نفسه، وأخبرت بها رئيس أركان الجيش خلوصي أكار. وبالرغم من ذلك ذهب أكار إلى قاعدة أكينجي، معقل الانقلابيين، دون اصطحاب طاقم الحراسة الخاص به.
- يزعم أن جهاز الاستخبارات حاول الوصول إلى أردوغان ليلة الانقلاب لإخباره بما وقع، ولكنهم لم يتمكنوا.
- مجلس تقصي الحقائق الخاص بالانقلاب في المجلس استدعى رؤساء البلديات وعمدة القرى للتحقيق معهم، بينما لم يستدع الضحايا الأكبر في الانقلاب أردوغان وفيدان وأكار وكبار قادة الجيش!
- كيف تكون الصدفة أن مسلسل “وادي الذئاب” المعروف أن النظام الحاكم في تركيا يرسل من خلاله رسائل سياسية للرأي العام، يعرض حلقة من حلقاته عن وقوع انقلاب في تركيا، قبل أشهر من 15 يوليو/ تموز!
- أردوغان وصف محاولة الانقلاب بأنها “هدية من الله”!
- هاكان فيدان رئيس جهاز الاستخبارات الذي أبلغ رئاسة أركان الجيش بالانقلاب، لم يتمكن من محادثة أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم تلفونيًا لإبلاغهم بذلك!
- كيف لم يستطع أردوغان وبن علي يلدريم بصفته رئيس الوزراء الوصول إلى هاكان فيدان حتى منتصف ليلة الانقلاب.
- كيف تم ترتيب مكالمة الفيديو بين أردوغان ومقدمة برنامج قناة “CNN Türk” الإخبارية عبر تطبيق “فيس تايم” على الهاتف، من خلال المستشار الإعلامي لجهاز الاستخبارات نوح يلماز.
- كيف كان جميع العسكريين المصنفين بـ”المنتمين إلى حركة الخدمة” في مواقعهم بالجيش، إلا أن المشاركين منهم في الانقلاب لم يتجاوز نصفًا في المائة، في الوقت الذي كان كل العسكريين الخاضعين للمحاكمة بتهمة الانقلاب في إطار قضايا أرجنكون إما أرسلوا إلى الإجازة أو استحال التواصل معهم.
- وكالة الأناضول للأنباء نشرت مقتطفات عن الأحداث في قاعدة أكينجي ورئاسة الأركان، دون أن تنشرها كاملة بحجة أنه لا داعي لذلك.
- كيف يتم إيقاف الدبابات التي يقال إنها حاولت دهس المتظاهرين ضد الانقلاب من خلال وضع قميص في مخرج عادم الدبابة.
- كيف يتم الهجوم على قصر الرئاسة من قبل 13 عسكريًا، بينما يحاصر القصر بـ2500 من رجال الشرطة، وتغلق الطرقات المحيطة بسيارات القمامة.
- والنتيجة أردوغان وسع سلطاته، وهاكان فيدان ثبت نفسه في منصبه، وخلوصي أكار أصبح وزير الدفاع، ويشار جولار الذي أخذ رهينة أصبح رئيسًا لأركان الجيش.