أنقرة (زمان التركية) – أثار كتاب أعدته لجنة تابعة للرئاسة التركية استياءًا كبيرًا في البرلمان، سواء بين نواب الحزب الحاكم أو المعارضة، وذلك لمحاولته تقديم الرئيس رجب طيب أردوغان وكأنه البطل الوحيد الذي نجح في التصدي لمحاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، وإنكاره دور المعارضة والشعب بكل فصائله في ذلك.
ظهر أن الكتاب الجديد الذي تم توزيعه على نواب البرلمان التركي، بعنوان “تلك الليلة في المجلس المصاب”، الذي يتحدث عن محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز، أثار موجة من الجدل بين نواب حزب العدالة والتنمية ونواب المعارضة على حد سواء.
وأفادت تقارير أن الكتاب الجديد عن الانقلاب الفاشل في 15 يوليو 2016، الذي ستشهد تركيا غداً الاثنين ذكراه السنوية الثالثة، من إعداد عضو لجنة الصحة والسياسات الغذائية التابعة لرئاسة الجمهورية نجدت أونوفار.
وعلّق كل من رئيس البرلمان مصطفى شنتوب ونائب رئيس تكتل نواب حزب العدالة والتنمية في البرلمان ناجي بوستانجي على الكتاب الموزع ومحتوياته قائلين: “نحن لا نوافق على هذا الكتاب ولا نقبله”.
أما نائب رئيس تكتل نواب حزب الشعب الجمهورية المعارض أوزجور أوزال، فقد قال: “لا يمكن الموافقة على هذا الكتاب بأي حال من الأحوال. هذا الكتاب فيه مؤامرات لن يقبلها حتى نواب حزب العدالة والتنمية أنفسهم. الكتاب يتحدث عن أن حزب العدالة والتنمية وأردوغان هم فقط من وقفوا في وجه الانقلاب، متغافلاً عن دور الشعب”.
وبحسب جريدة “بيرجون” التركية، فقد تم إعداد الكتاب من ميزانية رئاسة وكالة التعاون والتنسيق التركية (TİKA) التابعة لرئاسة الجمهورية، مشيرة إلى أن الكتاب يحتوي على عدد من تصريحات رئيس الجمهورية أردوغان ومجموعة من الصور فقط.
وأشارت الجريدة أن الكتاب المكون من 80 صفحة لا يذكر أي تحرك أو تصرف من قبل المعارضة، لافتة إلى أنه يحتوي على صورة للجمعية العمومية للبرلمان تضمّ مجموعة من النواب المعارضين وهم قد أداروا ظهورهم لآلة التصوير.
وبعد تصاعد الانتقادات في صفوف المعارضة داخل البرلمان، تدخلت رئاسة البرلمان، وأصدرت قرارًا بإعادة إعداد وطباعة الكتاب مرة أخرى من ميزانية البرلمان.
وأكد نائب رئيس تكتل نواب حزب الشعب الجمهوري المعارض أوزال في كلمته، أن الكتاب ناقص ولا يسرد الأحداث كاملة، منتقدًا إظهار الرئيس أردوغان على أنه الشخص الوحيد الذي قاوم الانقلاب.