أنقرة (زمان التركية) – قال الوزير السابق في إحدى حكومات حزب العدالة والتنمية في تركيا أرطغرل جوناي “إن الرئيس ورئيس العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان يعيش أكثر فترات تاريخه السياسي عجزًا”.
شارك وزير السياحة والثقافة السابق أرطغرل جوناي، في حوار على محطة “RS” الإذاعية، وعلق على آخر التطورات السياسية التي تشهدها تركيا، خاصة عقب خسارة حزب العدالة والتنمية لانتخابات الإعادة في إسطنبول وما تبعها من انشقاقات داخل الحزب الحاكم.
وقال جوناي في تصريحاته: “خلف المظهر القوي للرئيس أردوغان هناك شخصية تعيش أضعف مرحلة في تاريخها السياسي وأكثر مراحلها عجزًا”.
وأوضح أن خسارة حزب العدالة والتنمية في إسطنبول هزيمة، قائلًا: “من ناحية قال الشعب “كفى!”؛ ومن ناحية أخرى هذه النتيجة تظهر أن حكم حزب العدالة والتنمية الذي استمر 17 عامًا يتجه نحو الهبوط”.
وأشار إلى أن زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي، حليف أردوغان، لجأ إلى أحضان حزب العدالة والتنمية لمواجهة الانشقاقات الموجودة في صفوف حزبه قائلًا: “لقد استخدم إمكانيات الحكومة، ومنع تشتت حزبه. لقد حاصر سياسات حزب العدالة والتنمية الضخم، من خلال حزبه الصغير. ولكن هذا الحزب الصغير جعل تركيا وحزب العدالة والتنمية في مكان سيء”.
وكان أرطغرل جوناي كشف مؤخرا أنه كان يحضر اجتماعات علي باباجان الخاصة بحزبه الجديد، من حين لآخر، مؤكداً أن تأسيس الحزب الجديد سيشهد انتقال عدد من قيادات العدالة والتنمية، وأن الحزب سيمثل جميع تيارات المجتمع.
جدير بالذكر أن أرطغرل جوناي، الذي لعب دورًا محوريًّا في انفتاح حزب أردوغان على شرائح علمانية وليبرالية عريضة، نظرًا لانشقاقه من حزب الشعب الجمهوري “العلماني”، قال في إطار تعليقه على فضائح الفساد والرشوة في 2013 وطريقة تعامل أردوغان معها: “لا ينبغي أن تكون الخطوة الأولى تغييرَ رجال القضاء، بل استقالة مَن وردت أسماؤهم في تلك الادعاءات، وذلك سعياً لتأمين سلامة قضية التحقيق ونزاهتها. ولا شكّ أنه من الخطأ الكبير توجيه الاتهامات ضد رجال الأمن والنواب العامين الذين كشفوا النقاب عن هذا الفساد، وأن قيامَ الشخص المتهم (وزير الداخلية) بتغيير كوادر الشرطة في مناطق مختلفة يعتبر تدخّلاً في القضاء وانتهاكاً للقانون وذنباً لا يغفره لا الخلق ولا الحق سبحانه وتعالى”.
“القلة الحاكمة تسيطر على أردوغان”
في تصريحات أدلى بها في 29 ديسمبر 2013، اتهم جوناي أردوغانَ بتعيين أشخاص كمستشارين له كانوا يتهمونه سابقاً ببيع البلاد، في إشارة منه إلى “القلة الحاكمة” التي تؤثّر على قراراته، من أمثال “يكيت بولوت”، و”يالتشين أكدوغان” وغيرهما، القلة الحاكمة التي كان أشار إليها أيضًا وزيرُ الداخلية الأسبق “إدريس نعيم شاهين” عندما استقال من حزبه العدالة والتنمية في وقت سابق اعتراضاً على التدخلات الأخيرة في السلطة القضائية ونفي 555 شرطيًّا شاركوا في حملات الفساد.
وفي معرض رده على وصف أردوغان استقالته من الحزب مع مجموعة من النواب بـ”الخيانة”، قال جوناي: “إذا استطاع أردوغان إنقاذ نفسه من التوتر النفسي المسيطر عليه، ونظر إلى المرآة، فسيعترف حينها ضميره بأنه أخطأ في إطلاق وصف الخيانة على المستقيلين من الحزب. فقد وقفنا إلى جانبه في أصعب أيامه، وحذرناه من السير في هذا الطريق الخطير. وإذا اعتبر تحذيرنا هذا ضرباً من الخيانة؛ فأعتقد أن لديه مشكلة حادة تتعلق بالتصورات النفسية التي تخطر بذهنه”.