أنقرة (زمان التركية) – تصاعدت حدة المجادلات بشكل يصعب إخفائه داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عقب تلقيه هزيمة عنيفة في انتخابات بلدية إسطنبول الكبرى.
وتشير المعلومات الواردة من أروقة الحزب إلى وقوع مشادات بين رئيس الحزب رجب طيب أردوغان وأعضاء مجلس إدارة الحزب، عقب اجتماع المجلس الذي عقد مؤخرًا وشاركت فيه قيادات الحزب، حيث وجه عشرة أعضاء انتقادات خلال كلمتهم بالاجتماع.
وشهد الاجتماع طرح نتائج انتخابات بلدية إسطنبول، حيث طرح عدد كبير من المتحدثين الأخطاء التي ارتكبت خلال مرحلة الانتخابات، مؤكدين على فقدان الحزب لثقافة الحوار والتشاور خلال الآونة الأخيرة.
وانتقد أعضاء المجلس أردوغان بقولهم إن القرارات لا تصدر عن العقل المشترك، بل تصدر عن بضعة أشخاص مرتبطين بأردوغان، وإنه لا يتم استشاراتهم في قرارات الحزب، منوهين بأن المجلس لم يصدر أي قرارات بشأن إعادة انتخابات إسطنبول، وبأنهم كانوا يعارضون إعادتها.
وأثارت هذه الانتقادات غضب أردوغان الذي اعتبرها إهانة له حيث قال: “التفكير بهذه الطريقة أعتبره إهانة لي”، وفقًا لمصادر مطلعة على كواليس الحزب.
الإعلام الموالي يُضرّ بحزب العدالة والتنمية
وشهد الاجتماع أيضا طرح منشورات الإعلام الموالي الذي يُزعم أنها تضر بالحزب، حيث ذكر بعض الأعضاء أن منشورات الإعلام الموالي أفقدت حزب العدالة والتنمية أصوات الناخبين، وهو ما دفع أردوغان إلى القول: “لا يمكن لأحد التحدث باسم الحزب. من سيتحدثون باسم الحزب معروفون. منشورات الإعلام لا تعنينا”.
وبعيدا عن هذه المجادلات، انتقد بعض أعضاء المجلس خطابات الحزب خلال السنوات الأخيرة، حيث تشير المعلومات الواردة إلى توجيه أعضاء المجلس انتقادات عديدة بسبب استخدام الخطاب السلبي والعبارات الاستقطابية، مقترحين استخدام عبارات تحتضن جميع الفصائل والفئات.
واعتبر أعضاء الحزب خطاب عبد الله أوجلان قبل يومين من انتخابات إسطنبول سببًا آخر لخسارة الحزب لأصوات الناخبين، وهو الأمر الذي انتقده أحمد داود أوغلو أيضًا في تصريحات شديدة اللهجة استهدف فيها أردوغان بشكل مباشر لأول مرة.
هذا وتبين أن نائب رئيس مجموعة نواب الحزب بالبرلمان، بولتن توران، من بين الشخصيات المنتقدة لإدارة الحزب.