أنقرة (زمان التركية) – بات حزب العدالة والتنمية حديث الشارع التركي والدولي، خصوصًا بعد خسارته رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى بفارق كبير، واختناق نظام الحكومة الرئاسي، واستعداد قياداته المنزعجين من سياسته لتأسيس حزب جديد.
وفي الوقت الذي يُناقش فيه قيادات الحزب الحاكم أسباب الأحداث السلبية التي يشهدها حزبهم، استهدف أيهان سفر أوستون، النائب السابق عن حزب العدالة والتنمية، ورئيس لجنة التحقيق البرلمانية في انتهاكات حقوق الإنسان سابقا، ما يعرف في تركيا بـ”مجموعة البجع (بليكان)، برئاسة كاتبة صحيفة صباح المملوكة لعائلة أردوغان هلال كابلان، وزوجها صهيب أويوت.
وأشار أوستون إلى انتهاء عصر المشورة في آليات القرار داخل حزب العدالة والتنمية، مفيدا أن مجموعة البجع، التي تردد اسمها بنشرها بيانًا تسبب في استقالة أحمد داود أوغلو من منصب رئيس الوزراء، أصبحت صاحبة القرار في الحزب.
وأضاف أوستون أن مجموعة البجع باتت هي من تتخذ وتنفذ القرارات الاستراتيجية داخل الحزب، بدلاً من اللجان القانونية المعروفة المسندة إليها اتخاذ وتنفيذ القرارات.
وفي حديثه مع موقع Medyafaresi.com، ذكر أوستون أن مجموعة البجع التي تحاول تشريع وحماية نفسها من خلال الدفاع عن أردوغان، توغلت في حزب العدالة والتنمية كخلية سرطانية خبيثة، داعيا حزب العدالة والتنمية إلى تصفية هذا الكيان غير الشرعي أولا.
وخلال إجابته عن سؤال حول ما إذا سبق أن تصدى أحد لهذا التشكيل غير القانوني، أفاد أوستون أنه لم ولن يتصدى أحد لهذه المجموعة موضحًا: “لأن البعض داخل الحزب يستغلونهم من أجل مصالحهم الشخصية. يدافعون ويحمون مجموعة البجع بتقديم الدعم الإعلامي لهم”.
وأوضح أوستون أنه في بادئ الأمر كان يتم العمل على تشكيل مجموعة لتنشط على مواقع التواصل الاجتماعي بدعم من حزب العدالة والتنمية، وتتولى الرد على الانتقادات الموجهة للحزب على مواقع التواصل الاجتماعي قائلا: “في بادئ الأمر كانت مبادرة حسنة النية، غير أن هذه المجموعات بدأت تترحك لاحقا وفقًا لتوجيهات ومطالب ورغبات مؤسسيها. وبدأت المجموعات ترعى مصالح مؤسسها عوضا عن مراعاة مصالح الحزب، ورؤسائها الجدد منحوها إمكانات استثنائية”.
وأشار أوستون إلى أنه تأسست فيما بعد مجموعة أكثر احترافية لتتولى إنتاج المحتوى لهذا الكيان غير الشرعي الذي يصفه كثير من المراقبين بـ”الكيان الموازي لحزب أردوغان”.
وأوضح أوستون أنه تم تخصيص قصر على البسفور لهذه المجموعة، ووضعت الموارد العامة تحت تصرفها، وبدأت هذه اللجان الإلكترونية تتلقى التعليمات والمحتوى من العقل المدبر الذي يطلق على نفسه مجموعة البجع من داخل هذا القصر، مفيدا أنها التحقت بصفوف العدالة والتنمية برئاسة شخص يسعى للصعود سريعا داخل الحزب، وذلك بعدما تبين أن المجموعة تجلب منافع شخصية على عناصر سياسية معينة.
وأضاف أوستون أنه عقب انتقال الإشراف على مجموعة البجع الإعلامية إلى “الشخص المذكور”، خرج معظم أعضاء المجموعة من كونهم تابعين لحزب العدالة والتنمية، وشكلوا كيانًا مستقلا عن الحزب، وأصبح نشاطهم موجهًا لداخل حزب العدالة والتنمية وليس خارجه، واستقروا بشكل أساسي في مؤسسات بمدينة إسيطنبول، الأمر الذي يفسر لماذا أصروا على إعادة انتخابات إسطنبول.
ولفت أوستون إلى أن أعضاء المجموعة بدأوا بمهاجمة العناصر السياسية التابعة لحزب العدالة والتنمية التي لا تعجبهم مواقفها ويرغبون في إقصائها عن الحزب، وشنوا حملات من حين لآخر وصلت إلى حدّ إصدار فرمانات وأوامر لنواب رئيس الحزب والبرلمانين والوزراء ورؤساء المجالس وغيرهم.
وزعم أوستون أيضا أنه تم استغلال الموارد الحكومية في تحقيق هذه الأمور، وجعلوا من انتخابات إسطنبول مسألة مصيرية بالنسبة لهم، مشيرا إلى أن حزب العدالة والتنمية ارتكب خلال 17 يوما الخطأ الذي لم يرتكبه خلال 17 عاما، وهذا ببقائه تحت تأثير عصابة البجع وهذه الكيانات الموازية للحزب.
جدير بالذكر أن كاتب خطابات أردوغان سابقا والنائب السابق لحزب العدالة والتنمية عن مدينة أنقرة، آيدين أونال، قد ذكر قبل فترة قصيرة أن أكبر مشكلة يواجهها حزب العدالة والتنمية هي الكيان الموازي الذي يُدعي “بليكان”، أي مجموعة البجع المذكورة.
ويوضح فرات أراز، الذي كان ضمن مجموعة البجع خلال فترة تأسيسها، ثم انفصل عنها لاحقا بسبب خلافات، أن سرهاد ألبيراق، شقيق وزير الخزانة والمالية برات ألبيراق، يترأس تنظيم مجموعة البجع ويتولى صهيب أويوت الشؤون التنسيقية للتنظيم، في حين تتولى زوجته هلال كابلان الآلية الداخلية للتنظيم.
واعترف أراز أن هدفهم أثناء التأسيس كان يتمحور حول تشكيل لجان إلكترونية لحزب العدالة والتنمية، مفيدا أن صحيفة صباح هي المنصة الإعلامية الرسمية للتنظيم، وأن سرهاد ألبيراق يترأس مجموعة البجع التي تتبعها صحيفة صباح لها أيضًا.