أنقرة (زمان التركية) – وجه رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داود أوغلو، انتقادات عنيفة إلى حزب العدالة والتنمية، مؤكدًا أنه لا يمكن لأحد أن يقصيهم عن روح الجماهير، وذلك في الوقت الذي يدور فيه الحديث عن تشكيله لحزب سياسي جديد.
وفي كلمته خلال لقاء أصدقاء “ألازيع”، تطرق داود أوغلو إلى تغيير الخطاب المتمحور حول ضرورة بقاء حزب العدالة والتنمية في السلطة للتصدي لخطر الإرهاب،
خلال الفترة بين انتخابات الحادي والثلاثين من مارس/ آذار وانتخابات الثالث والعشرين من يونيه/ حزيران.
وأرجع داود أوغلو سبب خسارة حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى إلى من تسببوا في تذبذبات خطيرة في الأخلاق والحياة السياسية والخطاب.
ووجه داود أوغلو، الذي تولى رئاسة الوزراء ورئاسة حزب العدالة والتنمية بعد تولي أردوغان منصب رئيس الجمهورية التركية، انتقادات ونصائح لحزب العدالة والتنمية، حيث ذكر أن الأحزاب والحركات السياسية لا يمكن تقسيمها من خلال انقسامات في القيادة العليا، بل يمكن ذلك عبر انقسام واستياء قواعدها الجماهيرية.
وأضاف داود أوغلو أن قاعدة حزب العدالة والتنمية سبق وان انقسمت مرتين، وأن الخطر الحقيقي يتمثل في حدوث انفصالات على صعيد القاعدة الجماهيرية قائلاً: ” في حال توجه 15 في المئة من القاعدة الجماهيرية ألى أحزاب وحركات أخرى فلا يمكن لأحد منع حدوث الانقسامات والانفصالات. في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2015 حصلنا على 49.5 في المئة عندما كنت رئيس الوزراء، وحالياً حصل تحالف الجمهور على 44 في المئة. ما يعني أن نسبة أصوات العدالة والتنمية تراجعت إلى 34 في المئة في حال أن نسبة أصوات حزب الحركة القومية تتراوح بين 8 و10 في المئة. السؤال الذي ينبغي طرحه هو ما الأخطاء التي ارتكبناها كي تتراجع نسبة أصوات الحزب بهذه الطريقة وينفصل البعض عن قاعدته الجماهيرية؟”.
وأوضح داود أوغلو أن الوقت الراهن ليس وقت التزام الصمت عن الحقائق قائلاً: “ما الأخطاء التي ارتكبناها كي نبلغ هذه المرحلة اليوم؟ وإلا فإن ذلك الحزب لن ينقسم بانفصال هذا الشخص أو ذاك عنه. إن كانت أعداد كبيرة قد بدأت في الانفصال عن القاعدة الجماهيرية للحزب فإن التهديدات أيا ما كانت لن تعرقل حركة الانفصال هذه. لنحاسب أنفسنا. قضيتنا هي العيش في دولة متحضرة بشكل مستقل عن الحزب السياسي”.
وفي إشارة منه إلى انتخابات بلدية إسطنبول، أفاد دواد أوغلو أن الابتعاد عن ضمير الأمة هو سبب عدم تغيير المشهد السياسي والاقتصادي بشكل كبير عقب الانتخابات التي خسر فيها العدالة والتنمية بفارق 13 ألف صوت، وأنه يتوجب على من يوجهون الانتقادات لهم التفكير في الأمر.
وفي تعليق منه على الفوضى والتعسفية التي تشهدها إدارة أردوغان، أوضح داود أوغلو أن تركيا بحاجة إلى مفهوم سياسي جديد، وأن العدالة في تركيا تعثرت بالقدر الذي أسفر عن اهتزاز ثقة المواطن في النظام القضائي، مؤكدًا أن الوقت قد حان لاتخاذ موقف مشترك تجاه كل ما يزعزع العدالة داخل تركيا.
وكذلك انتقد توجه أردوغان إلى الاستعانة بزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان قبيل انتخابات إسطنبول التي أعيدت في 23 حزيران المنصرم، على الرغم من أنه يصنفه إرهابيا يصف كل من له أدنى علاقة به بالإرهابي.
وانتقد أردوغان النظام الرئاسي الذي فرضه أردوغان قائلا: “لا يمكان بناء الدولة وفقا لمفهوم حزب سياسي وعدد من المواطنين. تم الانتقال من نظام برلماني متعرج إلى نظام رئاسي متعرج. دمج منصب رئيس الوزراء بمنصب رئيس الجمهورية سيضر بالرئاسة والتكوين المؤسسي لحزب العدالة والتنمية”.
هذا وتناول داود أوغلو أيضا توزيع أردوغان المناصب الحكومية على أقاربه بدون النظر إلى كفاءتهم، وهو أكثر البنود التي تعرض أردوغان للانتقاد بسببها، مشددا على ضرورة فصل الأعمال الحكومية عن شجرة العائلة وعدم منحها إلى الأقارب من الدرجة الأولى.