بقلم : ياوز أجار
إسطنبول (زمان التركية) – ظهرت معلومة صادمة جديدة تؤيد صحة وصف “الانقلاب المدبر” الذي أطلقته المعارضة التركية على ما سمته السلطة السياسية بقيادة رجب طيب أردوغان “محاولة الانقلاب الفاشلة” التي شهدتها البلاد في 15 يوليو من عام 2016.
فقد تبين أن قناة “أ خبر” (A haber) المملوكة لـ”سرهاد ألبيراق”، شقيق وزير المالية برات ألبيراق، وهو صهر الرئيس أردوغان، سبقت قناة “تي آر تي” (TRT) الرسمية في نشر البيان “المنسوب” إلى المجلس العسكري الانقلابي ليلة 15 يوليو 2015.
وكشفت المعطيات أن قناة “أ خبر” المملوكة لعائلة أردوغان نشرت البيان المنسوب للانقلابيين في الساعة 23:23 من ليلة الانقلاب، فيما نشرته القناة الرسمية بعده بحوالي 40 دقيقة، وتحديدًا في الساعة 00:07 من منتصف الليل.
وقرأ مذيع قناة أ خبر مراد أكّون البيان الانقلابي قائلا: “لقد تحدث رئيس الوزراء عن وجود محاولة انقلابية لمجموعة صغيرة خارج إرادة القيادة العليا، لكن زملائي أوصلوني بيانًا أصدرته القوات المسلحة التركية ويحمل توقيع رئاسة الأركان العامة ويؤكد أنها وضعت يدها على السلطة في البلاد”.
ويشير مراقبون إلى أن إسناد قناة عائلة أردوغان البيان إلى القوات المسلحة ورئاسة الأركان، في وقت مبكر من نشره على القناة الرسمية، أوهم أن أمر الانقلاب صدر من أعلى القيادة العسكرية، مما ساعد على خروج بعض العسكريين إلى الشوارع تنفيذًا لأوامر القيادة.
https://www.youtube.com/watch?v=gU953uN9Wjg
ومن المثير أن هذه المعلومات تتداولها حسابات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي تعود لقيادات وشخصيات من داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم ترى “مجموعة البجع”، التي تعتبر ذراع أردوغان الإعلامية، مسؤولة عن الفشل الذي يتعرض له الحزب منذ سنوات، خصوصًا خسارة بلدية إسطنبول.
وتوقع بعض المحللين أن تشهد الأيام المقبلة ظهور أسرار جديدة من محاولة الانقلاب، كنتيجة طبيعية لـ”حرب سرية” بين مجموعات مختلفة داخل الحزب الحاكم، تضع مجموعة البجع التي يقودها سرهاد ألبيراق، شقيق برات ألبيراق، صهر الرئيس أردوغان، وتعتبر قناة أ خبر أكبر وسائل إعلامها، في موقف حرج.
يذكر أن أردوغان قال ليلة محاولة الانقلاب: “هذه المحاولة في التحليل الأخير لطف كبير من الله من أجل تطهير القوات المسلحة من العناصر التي من المفترض أن تكون خالية ونقية منها أصلاً”. وكذلك قال في إحدى مؤتمراته الصحفية: “حمدًا لله على أننا تمكنّا بفضل 15 يوليو/ تموز 2016 من اتخاذ خطوات وتنفيذ أمور لم نكن لنقوم بها في الأوقات والظروف العادية”.
في حين أن رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم كان أدلى بتصريحات صادمة صنّفت ضمن الأدلة التي تثبت أن أحداث ليلة الانقلاب كانت “انقلابًا مدبرًا” كما ترى المعارضة، وذلك في لقاء أجراه مع رؤساء تحرير وكالة “الأناضول” الرسمية. فعندما وجه أحد رؤساء تحرير الوكالة سؤالاً إلى يلدريم مفاده: “هل هناك من مشروع أحرجكم وأزعجكم كثيرًا أو قلتم عنه ’يا ليتنا لم ننجزه‘؟ رد قائلاً: “عن أي المشاريع (المزعجة) أتحدث؟! فلقد أنجزنا مشاريع كثيرة جدًا، لكن المشروع الذي أزعجني هو أحداث 15 يوليو/ تموز 2016!”
وكان جميع المشاركين في اللقاء تضاحكوا فيما بينهم عقب هذه التصريحات ثم حاول أحد رؤساء تحرير الوكالة إزالة الشبهات التي قد تورثها تصرياحات يلدريم في أذهان الرأي العام قائلاً: “المشروع الذي تم تنفيذه على الرغم من انزعاجنا منه!”
ولما لاحظ يلدريم أيضًا خطورة تصريحاته وإيحاءاتها المثيرة للشكوك حول حقيقة الانقلاب الفاشل حاول تدارك الأمر وأعاد صياغة جملته، لكن مضمرات قلبه طغت على لسانه كذلك، حيث قال: “يا ليت أحداث الانقلاب الفاشل لم تكن! حمدًا لله لقد بذل الجميع ما بوسعه في تلك الليلة لمنع نجاح الانقلاب، بدءً من رئيس الجمهورية الصارم والشعب الذي حمى علمه وانتهاءًا بالشرطيين والعسكريين الوطنيين الذين انقادوا للأوامر الصادرة لهم وأنتم كإعلاميين. لا شك أن المشاريع التي حققناها حتى اليوم كلها مشاريع طيبة ما عدا انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016!”