أنقرة (زمان التركية) – لاقى فوز مرشح تحالف الشعب، أكرم إمام أوغلو، برئاسة بلدية إسطنبول والتعليقات الخاصة بمستقبل أردوغان السياسي أصداء واسعة في الصحافة الألمانية.
وعلقت صحيفة دويتشه فيله على انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول بعنوان فرعي حمل عبارة “عصر أردوغان ينتهي”.
وأوضحت الصحيفة أنه كان من الممكن تهنئة أردوغان على ما قدمه من خدمات، وتمنّي فترة تقاعد هنيئة له لو كانت تركيا دولة تتمتع بديمقراطية حقيقية، غير أن تركيا ليست دولة ديمقراطية، وأردوغان ليس ديمقراطيا، على حد قول الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن أردوغان يعي أنه لن يتمكن من أن يهنأ بما تبقى من عمره في مدينة مرمريس السياحية فور تركه الحكم، نظرا ليقينه أنه سيتم رفع دعاوى قضائية ضده بتهم الفساد والإضرار بالنظام الدستوري والعديد من التهم الأخرى.
وتناولت صحيفة Süddeutsche Zeitung خسارة مرشح العدالة والتنمية لرئاسة بلدية إسطنبول تحت عنوان “لكمة إسطنبول”.
وذكرت الصحيفة أن نتائج انتخابات إسطنبول بمثابة لكمة عنيفة لكل من يصعب عليه تقبل انتقال رئاسة إسطنبول، أكبر المدن التركية من حيث الموارد المالية، إلى المعارضة، مفيدة أن نتائج الانتخابات تبعث الأمل لمستقبل تركيا نظرا لأنها تعكس تمتع النظام السياسي في تركيا بإمكانية إجراء تعديلات ديمقراطية على الرغم من كل عيوبه، وأوضحت الصحيفة أن أوج حكم أردوغان انتهى.
وعبر موقعها الإلكتروني، أفادت صحيفة Die Zeit في تحليلها أن الفوز التاريخي لإمام أوغلو في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى يعكس رفض الأتراك للاستبداد على الرغم من كل الضغوط.
وفي تعليقها بشأن انتخابات إسطنبول، أشارت صحيفة Hannoversche Allgemeine Zeitung إلى بدء أردوغان صعوده السياسي كرئيس لبلدية إسطنبول في عام 1994، مفيدة أن انتخابات رئاسة البلدية هذه قد تطلق بداية الانهيار السياسي لأردوغان بعد 25 عاما من صعوده.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الانتخابات بمثابة انتصار للديمقراطية التركية المتدهورة، وأن أردوغان يقيد الحريات بشكل ممنهج، ويُضعف مبدأ الفصل بين السلطات، ويعمل على إرهاب المعارضين، مشيرة إلى شنه حملة تصفية غير مسبوقة تجاه معارضيه منذ المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا قبل ثلاث سنوات.
هذا وأضافت الصحيفة أن السلطات التركية اعتقلت وحبست نحو نصف مليون شخص، وزجت بعشرات الآلاف من الأشخاص في السجون، غالبيتهم لم يتم إعداد مذكرات ادعاء بحقهم، غير أن أردوغان غير قادر على قمع رغبة الأتراك في الحرية والديمقراطية، وفق تعبيرها.
جدير بالذكر أن حزب العدالة والتنمية الحاكم خسر إسطنبول في الانتخابات البلدية التي جرت 31 مارس الماضي، لصالح المرشح عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو.
وقررت اللجنة العليا للانتخابات إعادة التصويت في إسطنبول في ٢٣ يونيو الجاري بعد طعون تقدم بها حزب العدالة والتنمية، ليفوز إمام أوغلو مجددا بالمنصب بفارق كبير يقارب ٨٠٠ ألف صوت.