أنقرة (زمان التركية) – في سابقة هي الأولى من نوعها، أذاع التلفزيون الرسمي التركي تي آر تي (TRT) حوارا أجراه مع عثمان أوجلان، شقيق زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، وذلك على الرغم من أن وزارة العدلة كانت أصدرت نشرة حمراء بحقه بتهمة الإرهاب في 2015.
وقد طرح عثمان أوجلان خلال حواره مع التلفزيون التركي الرسمي آراءه وأفكاره بشأن رسالة شقيقه عبد الله أوجلان التي دعا فيها الأكراد إلى الحياد في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول.
ومن المثير أن شقيق أوجلان طالب الأكراد بدعم مرشح الحزب الحاكم بن علي يلدريم، زاعمًا أن مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو، لم يقدم رسالة فعلية ومؤثرة للأكراد، وأن حزبه لا يحمل أي مشاريع بالنسبة للأكراد ويهرب من مشاكلهم.
وأضاف عثمان أن الأكراد لا يريدون الانفصال عن تركيا، ولا يسعون لمعاداة شعبها قائلا: “تركيا بلد جميل ورائع. نريد العيش معا في هذا البلد، نحن كأكراد نعرف أوجلان ونهتم لما يقوله أكثر من أي شيء. القادة الأكراد الآخرون لا يعنونا”.
وأكد عثمان أن حزب الشعب الجمهوري ليس مقربا من الأكراد، ولم يدرجهم في حساباته، وأنهم سينصاعون لدعوة عبد الله أوجلان قائلا: “الأكراد لا يريدون الانفصال عن تركيا، ونحن بالتأكيد لسنا أعداء لا لتركيا ولا للأتراك. تركيا مكان جميل ورائع، وما نريده هو مواصلة العيش فيه سويا بشكل متناغم”.
وقال عثمان أوجلان إن قادة حزب العمال الكردستاني في مقرهم بمنطقة جبال قنديل في شمال العراق فقدوا شرعيتهم، وأنهم ينفذون أعمالاً باسم الأكراد، لكنهم رفضوا أوجلان عدة مرات وفقدوا شرعيتهم، مفيدا أن كل ما يقولونه ليس شرعيا سواء كان أمرا جيدا أو سيئا، وفق قوله.
هذا وأوضح عثمان أن الأكراد يعترفون بأوجلان ويولون لما يقوله اهتماما كبيرا يفوق أي شيء آخر، في إشارة إلى دعوة التزام الحياد في انتخابات إسطنبول.
وقد أثارت استضافة التلفزيون التركي الرسمي على شاشته شخصًا نشرت وزارة العدل بحقه نشرة حمراء في 2015 بتهمة الإرهاب ضجة كبيرة في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
ففي تغريدة نشرها على حسابه بموقع تويتر، قال مرشح حزب السعادة لرئاسة بلدية أنطاليا في الانتخابات السابقة علي أكتاش: “الدولة التركية كانت تقول للأكراد منذ 45 عاما: لا تتبعوا خطوات عبد الله أوجلان الإرهابي! لكن لما تبين أن حزب أردوغان سيخسر في إسطنبول طالبتهم الدولة ذاتها باتباعه والاستجابة لدعوته. الحقيقة أنها ليست الدولة بل السياسجة القذرة!”.
وأضاف أكتاش في تغريدة أخرى: “لم يستضف التلفزيون الرسمي مرشح حزب السعادة لرئاسة بلدية إسطنبول، إلا أنه فتح أبوابه لشقيق عبد الله أوجلان الذي تبحث عنه تركيا بالنشرة الحمراء بتهمة الإرهاب.. هذه هي أخلاق الحزب الحاكم!”.
يذكر أن حزب العدالة والتنمية يخشى من تصويت الأكراد لأكرم إمام أوغلو، مرشح المعارضة في انتخابات بلدية إسطنبول التي تجرى اليوم، وهو الأمر الذي سيسفر حال وقوعه عن خسارة بن علي يلدريم، مرشح الحزب الحاكم.