إسطنبول (زمان التركية) – يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التودد إلى الأكراد طمعًا في الحصول على دعمهم لمرشح حزبه لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى بن علي يلدريم، بعد أن رحّب بتصريحات زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان الداعية إلى الحياد.
فقد شارك رئيس الجمهورية وزعيم حزب العدالة والتنمية أردوغان في اجتماع لرجال الأعمال للحديث عن الاستثمارات التي تتم في منطقة “جنوب شرق الأناضول”، ذات الأغلبية الكردية، وقال: “حتى وإن كان كرديا فهو أخي، وهو أيضًا إنسان”.
وتحدث أردوغان في تصريحاته عن الاستثمارات التي تمت في المنطقة قائلًا: “ونحن ماذا فعلنا. قمنا بتعيين الوصاة على البلديات، وأعدنا بناء المنازل من الصفر. اليوم لا يمكنكم التعرف على ديار بكر. أنشأنا مدينة جديدة لامعة ليلًا، وتحتوي على طريق مكون من ثلاث حارات ذهاب وثلاثة عودة، وكباري لعبور المشاة. وإذا ذهبتم إلى بلدة “سروج” ستجدونها مختلفة تمامًا عما كانت عليه”.
تأتي تصريحات أردوغان قبل يومين فقط من انتخابات الإعادة على منصب رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، وسط توقعات بتراجع نسبة دعم مرشح الحزب الحاكم أمام مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو، وفقًا لنتائج استطلاعات الرأي. كما أنها تأتي وسط ادعاءات بأن أردوغان يستعطف الأكراد من أجل كسب أصواتهم في الانتخابات، مع بدء الحديث عن تسهيلات للإجراءات الأمنية المشددة على الزعماء الأكراد المعتقلين.
وكانت دعوة منسوبة إلى زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان طالبت حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بالتزام الحياد السياسي في انتخابات إسطنبول، مما يعني دعما صريحا لمرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم، نظرًا لأن الأكراد أعلنوا منذ وقت مبكر أنهم سيدعمون مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو.
وأدلى أردوغان بتعليق غريب على تصريحات أوجلان، حيث نصب نفسه متحدثا عنه رغم أنه اعتاد على وصفه وكل من له علاقة من بعيد أو قريب بـ”الإرهابي”، وفسّر دلالات تصريحاته قائلاً: “إن تلك التصريحات من مظاهر الصراع بين أوجلان والزعيم الكردي صلاح الدين دميرتاش”، في موقف بدا وكأنه يسعى لإزالة الشك المتبادر إلى ذهن الجميع حول ما إذا كان هناك تحالف بين الطرفين.
ثم انضم زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي إلى أردوغان أيضًا في التمسك بالحبل الذي مده عبد الله أوجلان، وذلك رغم أنه كان يتجول سابقا في اللقاءات الجماهيرية وفي يده “حبل”، ويلقيه على الجمهور، مطالبا بإعدام أوجلان باعتباره رأس الإرهاب.
بينما قال زعيم حزب الوطن اليساري المتطرف دوغو برينجك، الذي يعتبر حليف أردوغان منذ أن خرج من السجن في 2014 بعد الحكم عليه في إطار قضية تنظيم أرجنكون: “الدولة التركية حركت زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان لإضعاف أكرم إمام أوغلو، مرشح الولايات المتحدة”، على حد تعبيره.
وفي تغريدة نشرها على حسابه بموقع تويتر، قال مرشح حزب السعادة لرئاسة بلدية أنطاليا علي أكتاش: “الدولة التركية كانت تقول للأكراد منذ 45 عاما: لا تتبعوا خطوات عبد الله أوجلان الإرهابي! لكن لما تبين أن حزب أردوغان سيخسر في إسطنبول طالبتهم الدولة ذاتها باتباعه والاستجابة لدعوته. الحقيقة أنها ليست الدولة بل السياسية القذرة!”، على حد قوله.
جدير بالذكر أن بن علي يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم خسر إسطنبول في الانتخابات البلدية التي جرت 31 مارس الماضي، لصالح المرشح عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو.
وقررت اللجنة العليا للانتخابات إعادة التصويت في إسطنبول في ٢٣ يونيو الجاري بعد طعون تقدم بها حزب العدالة والتنمية بحجة وقوع مخالفات تصويتية أثرت على النتيجة.