أنقرة (زمان التركية) – تحولت ملفات تعذيب تركيا للدبلوماسيين السابقين في وزارة خارجيتها داخل مديريات الأمن إلى حديث الصحف ووسائل الإعلام العالمية؛ حيث بدأت القنوات الإخبارية الأمريكية بث أخبار حول عمليات التعذيب المثيرة.
كانت الأيام الأخيرة قد شهدت إصدار السلطات التركية قرارات ضبط وإحضار في حق 249 شخصًا من العاملين السابقين في وزارة الخارجية، بالإضافة إلى إصدار مذكرات اعتقال في حق 78 منهم؛ ومن جانبها نشرت نقابة المحامين في أنقرة تقريرًا يثبت تعرض الدبلوماسيين المحتجزين للتعذيب داخل مديريات الأمن بشكل غير إنساني، بالرغم من إنكار السلطات التركية تلك الادعاءات.
وأعربت نقابة المحامين في أنقرة عن استيائها من عدم معاقبة القائمين على عمليات التعذيب وعدم اتخاذ أي إجراءات رادعة ضدهم.
وفي السياق ذاته نشر موقع “Fox News” الأمريكي أنباءً تفصيلية حول عمليات التعذيب التي تعرض لها الدبلوماسيون السابقون في الخارجية التركية، مستهجنة إصرار السلطات التركية على رفض تلك الادعاءات رغم تأكيدها في تقرير نقابة المحامين في أنقرة بالأدلة.
وجاء تقرير نقابة المحامين في أنقرة تأكيدًا لعمليات التعذيب التي كشف عنها الستار نائب حزب الشعوب الديمقراطي في البرلمان وعضو لجنة حقوق الإنسان عمر فاروق جرجرلي أوغلو في تقرير سابق له.
وأوضح التقرير أن السلطات التركية ألقت القبض على ستة أشخاص وأجبرتهم على الإدلاء بأقوال واعترافات غير صحيحة ضد آخرين، مشيرًا إلى أن خمسة أشخاص تعرضوا للتعذيب والمعاملة السيئة داخل مديريات الأمن.
وأوضح الأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب أن أربعة منهم أخرجوا من محبسهم بأذرع مكبلة بالأصفاد من الخلف، وأرسلوا إلى مكتب التحقيق في الجرائم المالية، وتم استجوابهم في غرفة مظلمة، مشيرين إلى أن قوات الأمن هددوهم بالتعذيب الجنسي باستخدام الهراوات، بعد أن اصطفوا بجانب الحائط معصوبي الأعين.
وقال تقرير موقع “Fox News” الأمريكي: “إن نشطاء حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية تطالب بالتحقيق في تعرض الدبلوماسيين الأتراك للتعذيب النفسي والجسدي والجنسي”.
وأوضح أحد الدبلوماسيين أن السلطات التركية توجه لهم تهم الإرهاب والتلاعب في الاختبارات الخاصة بالالتحاق بالمناصب الحكومية، قائلًا: “كان الضغط النفسي داخل السجن هو بداية التعذيب”.
وقال دبلوماسي مفصول من عمله في الخارجية التركية: “في يوم من الأيام دعاني رجال الشرطة أنا وزملائي في منتصف الليل. دخلنا ممرا مظلما للغاية. كانت أذرعنا مكبلة بالأصفاد من الخلف. وكنا معصوبي الأعين. ووضعوا أكياسا بلاستيكية على رؤوسنا حتى لا نرى وجوههم. بعدها تعرضنا لاعتداء جنسي باستخدام الهراوات. كانوا يهددونا من أجل الإجبار على الاعتراف. واعتدوا جنسيًا علينا بسبب رفضنا للاعتراف بأشياء غير حقيقية”.
يذكر أن ممارسات التعذيب تفشت في تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016، ودخول البلاد في حالة طوارئ طويلة، واعتقال عشرات الآلاف من المواطنين بذرائع مختلفة.
وأثارت تلك الانتهاكات انتقادات دولية واسعة للحكومة التركية، بسبب انتشار أخبار ممارسات التعذيب في سجونها على نطاق واسع.