أنقرة (زمان التركية) أثار رفع الحكومة التركية القيود المشددة المفروضة على زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، المسجون منذ العام 1999 في حبس انفرادي بجزيرة آمرلي، حالة كبيرة من الجدل حول الخطوة باعتبارها مقدمة لإعادة إطلاق عملية السلام مع الأكراد أم أنها خطوة تكتيكية مؤقتة، ويتفرع عن كلا الاحتمالين احتمالات أخرى؛ فلو اعتبرنا أنها مقدمة لعودة مباحثات عملية السلام فهناك سيناريوهات كثيرة لسير تلك العملية.
إذ سُمح لأوجلان بأن يلتقي بمحاميه للمرة الأولى منذ 8 أعوام، وقد اعتبر رمزي كارتال، الرئيس المشترك لمؤتمر شعب كردستان، المعروف أيضا باسم حزب العمال الكردستاني، أن احتمال إحياء عملية السلام ما زال مستبعدا في ظل حكم الرئيس رجب طيب أردوغان وحلفائه القوميين المتشددين.
وأضاف في مقابلة مع موقع أحوال تركية، أن “الحل معناه الديمقراطية والحرية. لكن مجلس الحرب الذي يضم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية بعيد عن هذا الحل، ويمثل عقبة تحول دون تحقيقه”.
وجاء في أحدث رسالة من زعيم حزب العمال الكردستاني تلاها محاموه بعد أربعة أيام من اللقاء الذي جرى معه للمرة الأولى في الثاني من مايو، أن “المشاكل التي تواجهها تركيا والمنطقة يمكن حلها بالمنطق والعقل”. لكن، لفت أحد محامي أوجلان، خلال مؤتمر صحفي أُقيم لإعلان الرسالة، أن أوجلان قال في الاجتماع السابق، إن “السماح بهذين الاجتماعين لا يعني وجود عملية تفاوض”.
وقال كارتال إن زيارات المحامين سُمح بها تحت ضغط دخول نحو ثلاثة آلاف سجين في إضرابات جزئية عن الطعام أواخر العام الماضي احتجاجا على القيود المفروضة على زعيم حزب العمال، مردفا “هذه هي الرواية الصحيحة للموقف. كان الموقف ينذر بخطر كبير تمثل في أن يفقد هؤلاء المحتجّون أرواحهم، خاصة من دخلوا في إضراب عن الطعام”.
ويعتبر بعض المحللين أن رفع الحظر الذي كان مفروضا على الاجتماعات بين أوجلان ومحاميه مجرد حيلة من حزب العدالة والتنمية لكسب الأصوات الكردية في إعادة الانتخابات على منصب عمدة إسطنبول في 23 يونيو الجاري.
وبعد اجتماع ثان مع محاميه في الثاني والعشرين من مايو الماضي، دعا أوجلان المضربين عن الطعام إلى إنهاء احتجاجهم، وهو ما فعله السجناء. ودعا أيضا قوات سوريا الديمقراطية، وهي ميليشيات ذات أغلبية كردية مدعومة من القوات الأميركية في سوريا، لنبذ “ثقافة الصراع” وأن تضع “الحساسيات التركية في الحسبان”.
وأوضح كارتال أن تناول القضية السورية خلال اجتماع أوجلان مع محاميه يعطي إشارة على أن الحكومة التركية تسعى إلى حل الوضع المتأزم في سوريا بمساعدة زعيم حزب العمال.
وترى تركيا أن قوات سوريا الديمقراطية تمثل امتدادا لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تنظيما إرهابيا.
يذكر أن الحكومة أطلقت مباحثات مع حزب العمال الكردستاني في عام 2009 لإنهاء الصراع الذي اشتعل في منتصف الثمانينات إلى أن أعلن الزعيم الكردي عبدالله أوجلان وقف إطلاق النار في عام 2013، لكن عملية السلام انهارت في عام 2015، ليتجدد الصراع الذي راح ضحيته أكثر من 40 ألف قتيل حتى الآن .