تقرير: محمد عبيد الله
إسطنبول (زمان التركية) – زعم إيلكر دوغان، الكاتب الصحفي من موقع تي آر 724 التركي الإخباري، أن الرئيس التركي ورئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم يخطط لإلغاء انتخابات إسطنبول المحلية المقرر إعادتها في 23 حزيران المقبل، وذلك عبر تدبير “فوضى تحت السيطرة”.
ولفت الكاتب في مقاله إلى أن الاهتمام الشعبي الذي حظي به مرشح تحالف الشعب لبلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو يزداد يومًا بعد يوم أكثر مما حظي به في الانتخابات البلدية السابقة، وأن احتمالية فوزه بلدية إسطنبول الكبرى مرة أخرى أكبر مما كان في الانتخابات السابقة، ثم تساءل قائلاً: “حسنًا فهل سيسمح أردوغان بفوزه، بعدما اختطف منه محضر تنصيبه لأسباب تافهة؟ يبدو لي أن انتخابات 23 حزيران في طريقها للإلغاء”، على حد تعبيره.
وأعاد دوغان للأذهان أن وسائل الإعلام الموالية للسلطة السياسية سبق أن كتبت أن الرئيس أردوغان يعتزم على تعميم تطبيق فرض وصايات قضائية على كل الإدارات المحلية، بعدما طبقه بشكل أساسي على البلديات الكردية في المدن الشرقية من البلاد، وأنه أمر أركان حكومته بإجراء دراسة حول هذا الأمر، مرجحًا أنه سيتوجه إلى إلغاء الانتخابات عمومًا ليدير بلدية إسطنبول عن بعد من خلال وصي سيعينه على إدارتها.
وأكد الكاتب دوغان أن الرئيس أردوغان لن يخوض في غمار انتخابات سيخسرها بأغلب الاحتمال، كما قال ذلك نفسه في وقت سابق، ثم أردف بسؤال: “لو قال أردوغان بأنه قرر إلغاء انتخابات 23 حزيران بعد فوضى تحت السيطرة فهل يمكن أن يعترض عليه أحد؟ وبذلك يشرع أردوغان في تطبيق إدارة البلديات عن طريق الأوصياء من مدينة إسطنبول ثم يشملها المدن الأخرى مع مرور الوقت”.
ولفت الكاتب إلى أن عديدًا من المسؤولين الحكوميين لا يدلون عبثًا بتصريحات يقولون فيها بأن إسطنبول والمدن الكبرى الأخرى تواجه خطر الإرهاب، في إشارة منه إلى ما قاله وزير داخلية تركيا سليمان صويلو المثير للجدل: “نسأل الله أن يحفظ مدينة إسطنبول! لا تشهد إسطنبول هجمات وتفجيرات إرهابية منذ 31 يناير 2016. الشعب ينعم بالأمان منذ سنتين ونصف. لكن تنظيم داعش بدأ ينشط في تركيا بدرجة كبيرة في خفاء خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة؛ لذلك فإن جميع قواتنا ووحدات الأمن في أعلى مستويات اليقظة والاستعداد”.
وفي إطار تعليقه على الموقف الذي يمكن أن تبديه المعارضة على جهود أردوغان الرامية إلى إلغاء انتخابات 23 حزيران وفرض حراسة قضائية على بلدية إسطنبول، كما حدث للبلديات الكردية، توقع كاتب موقع تي آر 724 التركي الإخباري أنها ستصرخ مرة أو مرتين، ثم ستضطر إلى السكوت والخضوع، كما يحدث منذ بدء تحقيقات الفساد والرشوة في 2013، واختتم قائلاً: “لقد تحولت المعارضة في تركيا إلى أداة غايتها الوحيدة هي السعي لشرعنة إجراءات نظام أردوغان بشكل أو بآخر، حيث تتبنى كل الأحزاب المعارضة في البلاد الخطاب الذي يستخدمه أردوغان، سواء في السياسة الداخلية أو الخارجية”.
يذكر أن وفدًا من الحرس الوطني الروسي أجرى زيارة إلى تركيا برئاسة الفريق فيكتور زولوتوف، الخبير في تصدي الأحداث الاجتماعية، بالتزامن مع قرار إلغاء نتائج انتخابات إسطنبول وإعادتها في 23 حزيران المقبل، وزعم بعض المعارضين أن الغرض من زيارة القائد الروسي هو تأسيس وحدات وقوات خاصة جديدة على غرار الحرس الوطني الروسي والحرس الثوري الإيراني وتدريبها على قمع أحداث الفوضى والشغب المحتمل اندلاعها في الفترة القادمة.
يشار إلى أن كثيرًا من المحللين المخضرمين، من أمثال ياوز بيدر وجنكيز أكتار، يرون أن تركيا شهدت آخر انتخابات حرة نزيهة في 7 حزيران من عام 2015، حيث خسر فيها حزب أردوغان الحكومة المنفردة بسبب تمكُّن حزب الشعوب الديمقراطي من الدخول إلى البرلمان كحزب مستقل، وحصوله على 80 مقعدًا برلمانيًّا، ثم شكّل بعد ذلك تحالفًا مع الحركة القومية، ليتبنى في الفترة الجديدة خطابًا إسلاميًّا قوميًّا أدى إلى إطاحته بطاولة مفاوضات السلام التي كان يجريها مع حزب العمال الكردستاي، وعودته إلى توظيف الإرهاب في إثارة مشاعر قاعدة التحالف الجديد الإسلامية والقومية، واستعادة الحكومة المنفردة إلى حزبه عقب قرار إعادة الانتخابات في الأول من نوفمبر العام نفسه والتلاعب بالنتائج.