أنقرة (زمان التركية) – نظمت عدد من السيدات بمنطقة باشاك شهير، في إسطنبول وقفة احتجاجية بعد إغلاقهن الطريق لعجزهن عن إرسال أبنائهن إلى الحدائق بسبب بائعي المخدرات.
وأوضحت السيدات أن المخدرات باتت تُباع في المنطقة التي تُعرف بأنها “محافظة”، كما يُباع الخبز قائلات: “نظمنا وقفة احتجاجية اليوم بسبب بيع المخدرات بالمنطقة. لا نستطيع النوم حتى الصباح، خوفا من أن يدخلوا علينا المنازل، لا نستطيع النوم بسبب اللصوص، نخشى من إرسال أطفالنا إلى المدارس والحدائق”.
وتوضح إحدى سكان المنطقة، وتدعى سعادت بنلي، أنها تصطحب أطفالها إلى المدرسة وفي مستهل الجسر يوجد 4-5 بائعي مخدرات قائلة: “يسلبون الأطفال هواتفهم، وعندما اعترض يقولون لي إنهم سيتخلصون مني كالجثة التي تخلصوا منها بالأمس.. نشعر بالخوف، فهم يبيعون المخدرات في الشوارع كالخبز والجبن”.
من جانبها تشير إيرام دنيز، إحدى سكان المنطقة، إلى أن المنطقة كانت جيدة في السابق، وأنهم يصعب عليهم استيعاب الحالة التي أصبحت عليها الآن قائلة: “هل سيضطر أطفالنا للعيش هنا في ظل هذه القذارة؟ إن كان لديهم ضمير فلينظروا إلى هذا النهر المليء بالقاذورات؟ هل يرضون أن يعيش أبناؤهم هنا؟”.
وتوضح الفتاة أ.ش أن رجالا أشكالهم مريبة يلاحقونهن أثناء توجههن إلى المدرسة، مما يضطرهن إلى تغيير المسار الذي يسلكْنه قائلة: “يجلسون هناك ويتناولون الخمور والحشيش، ويبيعون المخدرات”.
وأضافت: “أنا أبلغ من العمر 13 عاما، ولست مضطرة للعيش وسط كل هذه الأمور.. لا أعرف بالضبط ما هو الحشيش والهيروين، لكني لا أرغب في العيش في ظل هذه الأوضاع”.
وكان رئيس جمعية الصحة الطارئة للجميع، أولكومان رودوبلو، قد صرح أن تركيا تتصدر الدول الأوروبية في معدلات الوفيات بفعل المخدرات الاصطناعية.
وتشير الإحصاءات الرسمية التركية إلى ارتفاع عدد سجناء المخدرات خلال آخر عشر سنوات بنحو 410 في المئة وارتفاع عدد من توجهوا إلى مستشفيات إعادة التأهيل والعلاج من الإدمان بنحو 674 في المئة.
من جانبه ذكر نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، ولي أغبابا، أن تركيا تتصدر الدول الأوروبية في معدلات الوفيات بسبب المخدرات الاصطناعية، وأن عام 2017 شهد وفاة 580 شخصا بسبب المخدرات، مشيرا إلى إدمان بعض الأطفال للمخدرات في سن التاسعة.
وانتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة تعاطي المخدرات في شوارع تركيا، خاصة في ظل انتشار المواد المخدرة رخيصة الثمن.
وأدى تصاعد ظاهرة الإدمان لاتهام مؤسسات الصحة العامة في البلاد بأنها لا تبذل جهوداً كافية لمكافحة الظاهرة.
وكان حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا أعلن في ديسمبر الماضي أن عدد متعاطي المخدرات في البلاد وصل إلى نصف مليون شخص، بزيادة سنوية قدرها 20%.