بكين (زمان التركية) – دعت الحكومة الصينية تركيا لدعم جهودها لمكافحة الإرهاب في منطقة سنجان ذات الأغلبية الإويغورية المسلمة؛ وكشفت مصادر مطلعة أن نائب وزير الخارجية التركي سدات أونال أوضح أن بلاده تدعم جهود الصين في حماية وحدة أراضيها ومكافحة الإرهاب.
فقد أسست الحكومة الصينية مركز تدريب تحت لافتة مكافحة التطرف في منطقة سنجان ذات الأغلبية الأيغورية، إلا أنها تلقت انتقادات حادة من المجتمع الغربي الذي وصف المركز بأنه معسكر للعزل.
أما تركيا فقد كانت الدولة الإسلامية الوحيدة التي أعربت عن قلقها حيال الوضع في منطقة سنجان، وانتقدت الخطوات الصينية في مجلس حقوق الإنسان في منظمة الأمم المتحدة.
وبحسب وكالة الأنباء الإنجليزية رويترز، فقد قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش اجتماع له مع نائب وزير الخارجية التركي سدات أونال، إنه يبدي اهتمامًا كبيرًا بالعلاقات مع تركيا.
ونقلت الخارجية الصينية في بيانها عن الوزير وانغ يي قوله: “إن الصين تحترم السيادة التركية ووحدة وسلامة أراضيها، وتدعم جهود ومساعي الجانب التركي في الحفاظ على استقراره والأمن الوطني… ومن المنتظر من الجانب التركي أيضًا احترام مصالح الصين الأساسية فيما يتعلق بسيادتها وأمنها القومي، وكذلك دعم جهود حماية التعاون الاستراتيجي بين الدولتين ومكافحة القوى الإرهابية في تركستان الشرقية”.
وأوضحت الخارجية الصينية في بيانها أن أونال أكد أن تركيا تدعم مساعي الصين في مكافحة القوى الإرهابية وحماية وحدتها وأمنها القومي.
وقد لاقت هذه التصريحات الداعمة لممارسات الصين ضد الأويغور الأتراك المسلمين استياء كبيرًا بين المسلمين في تركيا، خصوصًا القوميين الأتراك، واستنكروا حكومة حزب العدالة والتنمية لتبنيها الرؤية والمزاعم الصينية حول إرهابية الأويغور الأتراك المضطهدين في عقر دارهم.
يذكر أن الشارع الإسلامي يشبه وضع الأويغور المسلمين في الصين بوضع الفلسطينيين أمام ممارسات إسرائيل.
وكانت الأمم المتحدة أعربت عن قلقها في أغسطس الماضي من التقارير التي تحدثت عن الاحتجاز الجماعي لأعداد كبيرة من الإويغور المسلمين، ودعت إلى إطلاق سراح المحتجزين تحت “ذريعة” الإرهاب.
وأفادت تقارير أممية بأن ما يصل إلى مليون مسلم إويغوري في منطقة سنجان غربي البلاد تم احتجازهم في معسكرات “إعادة التثقيف”.
وكانت لجنة معنية بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة قد أكدت تلقيها كثيرا من التقارير الموثوقة التي تتحدث عن احتجاز نحو مليون فرد من أقلية الإيغور المسلمة في الصين في “مراكز لمكافحة التطرف”.
وقالت غاي مكدوغال، وهي من لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري، إنها تشعر بالقلق إزاء تقارير عن تحول منطقة الإيغور ذات الحكم الذاتي إلى “معسكر اعتقال هائل”.
وتنفي بكين هذه الاتهامات لكنها تقول إن بعض “المتطرفين الدينيين” محتجزون من أجل إعادة تثقيفهم.
من هم الإيغور؟
الأويغور مسلمون تعود أصولهم إلى الشعوب التركية (التركستان)، ويعتبرون أنفسهم أقرب عرقيا وثقافيا لأمم آسيا الوسطى. وهم يشكلون نحو 45 في المئة من سكان شينغيانغ، في حين تبلغ نسبة الصينيين من عرقية الهان نحو 40 في المئة.
وأعلن الأويغور الاستقلال لفترة وجيزة في أوائل القرن العشرين، ولكن المنطقة خضعت بالكامل لسيطرة الصين الشيوعية عام 1949.
ومنذ ذلك الحين، انتقل عدد كبير من عرقية الهان الصينية إلى الإقليم، فيما تخشى عرقية الأويغور من اندثار ثقافتهم.
وتتمتع شينجيانغ بالحكم الذاتي داخل الصين مثل إقليم التبت في جنوب البلاد.