إسطنبول (زمان التركية) – في 27 مارس/ آذار الماضي، أعلنت وسائل الإعلام المؤيدة لحكومة حزب العدالة والتنمية أن القوات المسلحة التركية شنت غارات جوية على منطقة جبال قنديل التي تعتبر معقل حزب العمال الكردستاني، وأسفرت العملية عن مقتل القيادي الكردي رضا ألتون عضو المجلس التنفيذي التنظيم حماية الشعب الكردي.
إلا أنه تبين أن حكومة أردوغان نشرت أخبارًا مفبركة، حيث ظهر عضو المجلس التنفيذي لوحدات حماية الشعب الكردي وحزب العمال الكردستاني رضا ألتون في لقاء تليفزيوني على قناة “Medya Haber” الإخبارية، قائلًا: “لا يجب أن نبالي بما يقولون كثيرًا”.
وعلق ألتون على ادعاءات مقتله، قائلًا: “صحيح، لقد كان هناك غارات جوية على منطقة قنديل في 21 مارس/ آذار. ولكنني لم أكن في المكان الذي تعرض للقصف. كانوا يحتاجون لعمل ضجة إعلامية بالرغم من عدم وجودي في المكان. لم يقتصر الأمر علي فقط، بل كان الأمر نفسه بالنسبة للعديد من الأصدقاء… يجب ألا نبالي بما يقولون”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعدد من مسؤولي حكومة حزب العدالة والتنمية على رأسهم وزير الداخلية سليمان صويلو، قد أدلوا بتصريحات صحفية في هذا الصدد.
فقد قال أردوغان في لقاء تليفزيوني يوم 27 مارس/ آذار: “إن قوات شرطتنا الآن تلقنهم درسًا قاسيًا في جبال جودي وجبال وقنديل. وبالتأكيد الآن بدأت أنباء المفقودين تظهر بين قادتهم. لن أفصح عنهم، ولكن مسؤولين مهمين في شمال العراق تم القضاء عليهم. وهناك قائد مهم للغاية قد أصيب، وهناك وفيات أيضًا”.
أما وزير الداخلية سليمان صويلو فقد قال: “لقد قتلنا رجلا آخر من رجال عبد الله أوجلان في جبال قنديل. فقد أرسلنا لهم هدية جميلة بمناسبة الانتخابات”.
كما نشر كل من المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إبراهيم كالين، ورئيس الاتصال في رئاسة الجمهورية فخر الدين ألتون، ومدير القلم الخاص في رئاسة الجمهورية حسن دوغان، منشورات عن ألتون المزعوم قتله، عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني كتنظيم إرهابي ويشن الحزب عمليات مسلحة منذ عام 1984 في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية.
ونفذت تركيا عمليتين عسكريتين عبر الحدود في شمال سوريا منذ عام 2016، وتشن تركيا منذ يناير الماضي هجوما على وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني، في منطقة عفرين بسوريا.