أنقرة (زمان التركية) شهد العالم انخفاضا في إنتاج النفط في العديد من المناطق كما في بحر الشمال، وانتهي عصر “البترول السهل”، الأمر الذي دفع شركات البحث والتنقيب عن الهيدروكربونات إلي توجيه اهتمامها إلي المياه العميقة والدخول في مجالات لم تكن تثير اهتمامها في الماضي.
وهاهو حوض شرق البحر المتوسط يتربع على عرش مركز الطاقة في السنوات الأخيرة، وبدأت المشاكل بين دول الجوار والخلافات على حدود المنطقة الاقتصادية الخاصة بكل دولة، في الظهور على الساحة السياسية بسبب زيادة الأهمية الاقتصادية للمنطقة.
ما مقدار احتياطي البترول والغاز الطبيعي وماهي الاكتشافات التي تمت حتى الآن؟
نشر مركز الأبحاث الجيولوجية الأمريكي في عام 2010 دراسة شاملة تتعلق بالمنطقة المعروفة باسم حوض بلاد الشام والتي تشمل قبرص ولبنان وسوريا ودولة الاحتلال الإسرائيلي، والتي تتركز فيها عمالقة شركات البترول مثل توتال، وإني، وبي بي، وشل.
ووفقا لهذا التقرير يُعتقد بوجود احتياطي نفطي يقدر بـ 1,7 مليار برميل. لكن غني المنطقة بالغاز الطبيعي هو ما يجذب انتباه عمالقة شركات البترول ويلفت أنظارها. حيث يُعتقد أن احتياطي الغاز الطبيعي الذي يمكن استخراجه من باطن البحر 3,45 تريليون متر مكعب.
واتضح من أعمال التنقيب التي تمت في المنطقة أن عام 2009 يعتبر الميلاد الجديد للمنطقة. حيث أنه لم يتم الحصول على نجاح يُذكر قبل هذا العام على الرغم من قيام إسرائيل بالمئات من أعمال الحفر والتنقيب.
وقد اتجهت أعمال التنقيب التي بدأت في عام 1950 إلي البحث في المياه الأكثر عمقًا في أعوام 1970 و1990. وعلى الرغم من استخراج احتياطي الغاز الطبيعي الموجود في نهاية عام 1990 وبداية عام 2000 إلا أنه لم يكفِ لتلبية احتياجات إسرائيل.
اكتشاف أول وأكبر حقل للغاز الطبيعي في عام 2009: تامار
تم اكتشاف أول وأكبر احتياطي غاز طبيعي في المنطقة الاقتصادية الخاصة بإسرائيل على بعد 90 كيلو متر تقريبا من سواحل حيفا. ويُرجح أن حجم احتياطي الغاز الطبيعي الموجود على عمق ألف و700 متر يصل إلي 280 مليار متر مكعب.
اكتشاف أكبر في عام 2010: لوياثان
وما كاد العالم يفرغ من الحديث عن اكتشاف حقل الغاز الطبيعي تامار، حتى فاجأته إسرائيل باكتشاف احتياطي غاز طبيعي أكبر في منطقة لوياثان. وقد أدي هذا الاكتشاف إلي تسخين المياه الموجودة في هذه المنطقة، إذ قالت لبنان إن جزء من ساحات تامار ولوثان يقع تحت سيادتها البحرية.
يُذكر أن حجم احتياطي الغاز الطبيعي الذي تم اكتشافه على بعد 130 كيلو متر وعمق ألف و 500 متر يصل إلي 622 مليار متر مكعب. وسوف يكون هذا الاحتياطي كافيًا لتلبية احتياجات إسرائيل من الغاز لمدة 40 عاما.
اكتشاف حقل الغاز في ساحة أفروديت عام 2011 يوتر العلاقات مع قبرص
تصاعدت الاعتراضات التركية بعد اكتشاف احتياطي الغاز الطبيعي في عام 2011 في منطقة أفروديت الواقعة في بلوك رقم 12 على بعد 160 متر من جنوب ليماسول و30 كيلو متر من غرب منطقة لوياثان.
وأوضحت تركيا أن الاتفاقية التي عقدتها قبرص اليونانية مع إسرائيل والتي رسمت فيها حدودها البحرية، تعد غير سارية لأنها لا يوجد لجمهورية قبرص التركية سيادة عليها.
واتضح أن قبرص اليونانية منحت شركة نوبل للبترول المناقصة للقيام بأعمال الحفر والتنقيب باسم إسرائيل، واكتشفت الشركة حقل الغاز الطبيعي الأول على عمق ألف و 700 متر، وبلغ مقدار احتياطي الغاز الطبيعي الذي تم اكتشافه 129 مليار متر مكعب.
اكتشاف أكبر حقل غاز طبيعي في مصر في عام 2015 : ظهر
تم اكتشاف حقل الغاز الطبيعي ظهر على بعد 150 كيلو متر من السواحل المصرية، ووصل حجم الحقل إلي 849 مليار متر مكعب. وتم اكتشاف الحقل من قبل شركة إيني الإيطالية، وتم البدء في انتاج الغاز الطبيعي في عام 2019، ومن المتوقع أن يتم استخراج 30 مليار متر مكعب غاز طبيعي كل عام.
اكتشاف جديد أخر في مصر في عام 2018 : نور
تم اكتشاف حقل غاز طبيعي في منطقة نور على بعد 50 كيلو متر تقريبا من شمال شبه جزيرة سيناء، وعلى الرغم من أن شركة إيني التي اكتشفت الحقل صرحت أنه يتساوى من حيث الحجم مع حقل غاز ظهر وفقا للتوقعات الأولية، إلا أنها استمرت في دراسة الجدوي.
الاكتشاف الأول في البلوك السادس: كاليبسو
قالت شركة إيني في التصريح التي أدلت به في فبراير 2018 أنه تم اكتشاف حقل الغاز كاليبسو على عمق 3 ألاف و 827 متر في منطقة كاليبسو التي توجد على عمق 2 ألف و 74 متر من سطح البحر. ويُعتقد أن حجم احتياطي الحقل يتراوح ما بين 169 و 226 مليار متر مكعب على الرغم من استمرار دراسات الجدوي حتي الآن.
اكتشاف جديد في قبرص في عام 2019 : غلوكي-1
قامت شركة إكسون وقطر للبترول بأعمال التنقيب في البلوك رقم 10، وتم اكتشاف حقل غاز غلوكي-1 في المنطقة التي تحمل الاسم ذاته في نهاية شهر فبراير، ووفقا للمعطيات الأولية فإن احتياطي الحقل يتراوح ما بين 142 و 227 مليار متر مكعب. وفي التصريح الذي أدلت به قبرص اليونانية أكدت أن الحقل هو أكبر احتياطي غاز تم اكتشافه على سواحل الجزيرة حتي الآن.