روما (زمان التركية)- علقت الصحف الإيطالية على قرار اللجنة العليا للانتخابات بإعادة التصويت في بلدية إسطنبول بعبارات عديدة منها “أردوغان لم يستطع تجرع الهزيمة”.
وجاء في المقالة الافتتاحية لصحيفة كوريري ديلا سيرا (مراسل المساء) الإيطالية: “كان رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية قد قال في في حملته الانتخابية في شهر مارس الماضي: من يفوز بإسطنبول يفز بكل شئ، بيد أن المعارضة نجحت فى فتح عاصمة تركيا الاقتصادية (إسطنبول) والظفر بها -ولو بفارق بسيط- بعد احتلال الحزب الإسلامي لها ما يقرب من ربع قرن، ولكن السلطان أردوغان لم يستطع تقبل هزيمته في إسطنبول التي خطى فيها أولى خطواته في الحياة السياسية.”
وعلقت الصحيفة أيضًا على اعتراض المعارضة التركية على هذا القرار تحت عنوان: ” منافسو أردوغان: هذه ديكتاتورية” وأفادت أن هذه ليست المرة الأولى التي تُتهم فيها اللجنة العليا للانتخابات بالانحياز وعدم الحيادية؛ ذلك لأنها غضت الطرف عن اعتراض المعارضة التركية على نتيجة استفتاء التعديلات الدستورية في 2017 بعد ” فوز أردوغان بفارق قدر أُنملة (بسيط جدًا)” بأصوات مزورة.
وقالت صحيفة لا ريبوبليكا (الجمهورية) الإيطالية معلقًة على القرار تحت عنوان” خسر أردوغان لذلك سيتم إعادة الانتخابات”، قائلة ” على الرغم من أنها انتخابات إدارية، إلا أن التصويت فيها سيفتح الباب لمناقشة وتيرة الأحداث المُعاشة في تركيا”. وأفادت الصحيفة أن المعارضة التركية والمراقبين الدولين قلقين بشأن ” التلاعب بالنتيجة”.
وذكرت صحيفة لاريبوبليكا أن قرار اللجنة العليا للانتخابات ” ذو قيمة رمزية”، وأكدت الصحيفة أن القرار ” يمكن أن يخلق فوضى في تركيا”.
وأضافت صحيفة لا ستامبا (الصحافة) الإيطالية أن حزب العدالة والتنمية لم يكن يتوقع خسارة إسطنبول، لأن هذه المدينة ” تعتبر أهم وأغنى قاعدة بالنسبة للحزب “، ” وتشكل الجزء الأكبر من تمويل الحزب”. وأكدت الصحيفة على ” القيمة الرمزية” لإسطنبول بقولها: ” تُعتبر إسطنبول عاصمة أخر أكبر إمبراطورية إسلامية، ولا تزال لها جاذبيتها وسحرها على العالم الإسلامي، وكان أردوغان يستفيد من هذه الجاذبية في سياسة العثمانية الجديدة المُطبقة في الشرق الأوسط.”
وقررت اللجنة العليا للانتخابات بإعادة التصويت في إسطنبول الشهر المقبل بعد طعون تقدم بها حزب العدالة والتنمية الحاكم بحجة وقوع مخالفات تصويتية أثرت على النتيجة.
جدير بالذكر أن حزب العدالة والتنمية الحاكم فاز بالأغلبية في الانتخابات البلدية التي جرت 31 مارس الماضي، لكنه خسر أهم وأكبر المدن التركية وعلى رأسها إسطنبول، التي فاز بها المرشح عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو، الأمر الذي مَثّل هزيمة معنوية كبيرة للحزب الحاكم.