أنقرة (زمان التركية) – لا يزال المشهد السياسي في تركيا يخيم عليه حالة من الغموض وسط تجاذبات بين حزب العدالة والتنمية الخاسر في انتخابات بلدية إسطنبول وحزب الشعب الجمهوري الفائز بها للمرة الأولى منذ 25 عاما.
وزعم الكاتب الصحفي في موقع “Oda TV” الإخباري التركي صباح الدين أونكبار أن هناك تطورات جديدة فيما يتعلق باللجنة العليا للانتخابات، خاصة بعد تصريحات رئيس الجمهورية وزعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان عن ضرورة إعادة انتخابات المحليات في إسطنبول، بالإضافة إلى الادعاءات المتزايدة في الفترة الأخيرة حول تأسيس حزب سياسي جديد من رحم العدالة والتنمية.
وبحسب أونكبار فقد أكد له برلماني كبير من حزب العدالة والتنمية، رفض الكشف عن اسمه، أن رئيس اللجنة العليا للانتخابات يرفض الضغوط التي يمارسها عليه أردوغان من أجل إعادة الانتخابات.
وبحسب المصدر المنتمي لحزب العدالة والتنمية أن الكفة تميل داخل اللجنة العليا للانتخابات لمصلحة المعارضة بنسبة تصل إلى 45-55%، مشيرًا إلى أن هناك من يرى استدعاء عدد من رؤساء الصناديق للإدلاء بأقوالهم محاولة لتشكيل رأي عام للمطالبة بتجديد الانتخابات.
وأوضح المصدر أن إعادة الانتخابات مرة أخرى قد تحمل الاقتصاد التركي فاتورة كبيرة للغاية، لافتًا إلى أن أردوغان تقبل خسارة إسطنبول في البداية إلا أنه غير رأيه بضغط من صهره ووزير المالية والخزانة بيرات ألبيرق والدائرة المحيطة به، على حد زعمه.
وأشار إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان قلق للغاية من مساعي أحمد داود أوغلو وعلي باباجان وعبد الله جول لتأسيس حزب سياسي جديد بسبب حاجته الماسة لكل صوت في تلك المرحلة القاسية.
كما أوضح المصدر أن هناك مقترحا من نائب رئيس الوزراء الأسبق بشير أتالاي بأن يكون أحمد داود أوغلو رئيسًا للحزب الجديد، وأن يترشح علي باباجان لرئاسة الجمهورية في عام 2023، أما عبد الله جول فسيكون المدير الفني للحزب، قائلًا: “الجميع يعلم أن الحزب الجديد هو تصفية للسيد أردوغان”، على حد تعبيره.
جدير بالذكر أن الانتخابات البلدية جرت في تركيا في 31 مارس الماضي، وفاز فيها حزب العدالة والتنمية الحاكم بالأغلبية لكنه خسر أهم البلديات كأنقرة وإزمير، وكذلك إسطنبول التي فاز بها أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض.