إسطنبول (زمان التركية) – علق رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الكردي (HDP) أرطغرول كوركتشو على دعوات زعيم حزب العدالة والتنمية ورئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان لتكوين “تحالف تركيا”، قائلًا: “إنها محاولة مشبوهة منه لتوريط حزب الشعب الجمهوري في ديكتاتوريته التي بدأت تنهار.. لا يمكن السير مع رجب طيب أردوغان سويًا”.
وأوضح كوركتشو أن أردوغان يريد تغيير عباءته بعد أن تحالف مع حزب الحركة القومية في الانتخابات الأخيرة، قائلًا: “هل سيشرك معه حزب الشعب الجمهوري في هذه المرحلة؟ لا أتوقع ذلك، وإذا قال حزب الشعب الجمهوري “نعم” على هذه الشراكة، سيكون هو الخاسر الأكبر في هذه اللعبة”.
قال كوركتشو: “لذلك، فإن كان هناك شجاعة أدبية، سيقوم حزب الشعب الجمهوري برفض هذا العرض؛ لأن هذه المحاولة تعني تبرئة أردوغان من التهم، وفي الوقت نفسه سيسند جرائمه تجاه الأكراد لشراكاته مع حزب الشعب الجمهوري. الشيء الوحيد الذي قد يدفع حزب الشعب الجمهوري للشراكة هو دعم الأكراد. وإذا سحب الأكراد دعمه، في هذه الحالة سيكون حزب الشعب الجمهوري دمية في يد أردوغان الذي تحول بدوره إلى دمية في يد حزب الحركة القومية”.
وأضاف كوركتشو: “إن تحالف تركيا ليس عرضًا من أجل المشكلات الحقيقية للمجتمع. وإنما هو محاولة لإنقاذ عرش على مشارف الانهيار؛ إنها محاولة مشبوهة لتوريط حزب المعارضة في ديكتاتوريته”.
وأوضح كوركتشو أنه لا يمكن السير مع أردوغان في طريق واحد، قائلًا: “منذ بدء العملية الانتخابية في تركيا وحتى الآن، فإن حزب العدالة والتنمية يضع في حسبانه معارك الشوارع، وأعمال العنف، وأن يزج بالمعارضة في ذلك. فالترتيب المخطط لكمال كيليتشدار أوغلو تم بعلم من الحكومة”، في إشارة منه لحادثة الاعتداء البدني على زعيم المعارضة.
وعلَّق على الادعاءات شبه المؤكدة عن تأسيس حزب سياسي جديد من بين المنشقين عن الحزب الحاكم، قائلًا: “لم يصدر عبد الله جول وعلي باباجان أي أصوات حتى اليوم؛ لأن أردوغان يسيطر على الاستخبارات والشرطة بقوة وهيمنة”.
وأضاف: “سيواجه حزب العدالة والتنمية قوة كبيرة جدًا. تمكن أردوغان من إسكات المعارضة حتى اليوم من خلال الصفع والضرب والسب والفصل من العمل، إلا أن الانتقادات تتوالى اليوم من جهات وجبهات مختلفة، حتى أنه لا يمكنه الرد عليها. لم يعد حزب العدالة والتنمية كسابق عهده، وإنما أصبح تشكيلًا من أصدقاء وعائلة وأسرة أردوغان”.
جدير بالذكر أن الانتخابات البلدية الأخيرة التي شهدتها تركيا في 31 مارس الماضي، والتي خسر فيها حزب العدالة والتنمية كبريات المدن كإسطنبول وأنقرة، أفرزت ارتفاع أصواتا معارضة داخل الحزب، كما رفعت من أسهم المعارضين لاسيما من حزب الشعب الجمهوري الذي فاز بأهم المدن في البلاد.
وفي إجراء يهدف لاحتواء المعارضة، دعا أردوغان لتشكيل حلف واسع تحت مسمى “تحالف تركيا”، وهي مبادرة لاقت انتقادات من الأحزاب السياسية الأخرى.