إسطنبول (زمان التركية) – زعم الفريق المتقاعد إسماعيل حقي بكين، رئيس المخابرات العسكرية الأسبق أن الأمريكان والإنجليز يقفون وراء الحزب الجديد المزمع تأسيسه من قبل أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء الأسبق.
وأضاف بكين: “إن أمريكا وإنجلترا تدعمان الحزب الجديد. ونرى أن المؤيدين للإنجليز يلعبون أكبر دور في موضوع تأسيس الحزب الجديد، وهم: علي باباجان ومحمد شيمشاك وأحمد داود أوغلو”، زاعمًا أن الإنجليز خصوصًا من يساندون الحزب الجديد، وأنهم يعرفون المنطقة أكثر من الأمريكان.
يذكر أن إسماعيل حقي بكين هو حاليا عضو حزب الوطن، امتداد حزب العمال اليساري المتطرف القديم، بقيادة دوغو برينتشاك، الذي خرج من السجن في 2014 بموجب تحالف جرى بينه وبين الرئيس رجب طيب أردوغان بعدما كان محكومًا عليه في إطار قضية تنظيم “أرجنكون” المعروف إعلاميًّا بـ”الدولة العميقة”.
وفي التصريح الذي أدلى به رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، على صفحته في فيسبوك، وجه انتقادات حادة إلى حزب العدالة والتنمية، قائلًا: “لا يمكن أن يظل حزبنا في يد مجموعة ضيقة تبحث عن مصالحها.. إن رئاسة الجمهورية تعيش حالة من الانفصال النفسي مع ما لا يقل عن نصف المجتمع”.
وتسبب داود أوغلو في حالة من الجدل في الشارع التركي، بسبب تصريحاته المنتقدة لحزب العدالة والتنمية وتوجهاته فيما يتعلق بالموضوعات السياسية والاقتصادية، خاصة وأن تلك التصريحات شديدة اللهجة تأتي بالتزامن مع انتشار أخبار شبه مؤكدة حول سعيه لتأسيس حزب جديد مع المنشقين عن العدالة والتنمية.
وقال داود أوغلو: “إن انحياز الرئيس إلى طرف دون الآخر في الانتخابات، ودخوله في مشادات سياسية حادة من أجل طرف بعينه، جعل مؤسسة رئاسة الجمهورية، التي لا بد أن تكون على الحياد، وتقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، تعيش حالة من الانفصال النفسي مع ما لا يقل عن نصف المجتمع”.
وأوضح داود أوغلو أنه كان يبلغ أردوغان مباشرة بتقييمه ومخاوفه من المراحل الحرجة التي كانت تشهدها البلاد في السنوات الثلاث الأخيرة، دون الإعلان عنها للعامة حتى لا تتسبب في موجات من الجدل، قائلًا: “في أنظمة الرئاسة الديمقراطية، بالرغم من أن تمتُع رئيس الجمهورية بعضوية حزب سياسي لا يمثل مشكلة، إلا أنه يمثل أزمة عندما يكون الشخص ذاته رئيس الحزب، سواء في شؤون الدولة أو في مؤسسة الحزب”.
وتابع رئيس وزراء تركيا السابق أن التحالف بين العدالة والتنمية، الذي ينتمي إليه الرئيس رجب طيب أردوغان، وحزب الحركة القومية أضرّ بالحزب الحاكم، وألقى باللوم في أداء الحزب الضعيف بالانتخابات المحلية على تغيير السياسات والتحالف مع القوميين.
كما ندد بسياسات الحزب الاقتصادية والقيود التي يفرضها على وسائل الإعلام والضرر الذي قال إنه لحق بالفصل بين السلطات وبالمؤسسات.
وأكد داود أوغلو أن خطاب حزب العدالة والتنمية القائم على الحرية استُبدل بخطاب “الأمن القومي”، وأن السيطرة الكاملة من قبل السلطة السياسية على جهاز القضاء تشكّل أكبر جريمة، كما انتقد تحوّل وسائل الإعلام إلى أداة للدعاية، وتفشي المحسوبية والفساد في كل مستويات المؤسسات الرسمية والتوظيف الرسمي.