أنقرة (زمان التركية) – وجه رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو انتقادات حادة إلى حزب العدالة والتنمية، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قائلًا: “لا يمكن أن يظل حزبنا في يد مجموعة ضيقة تبحث عن مصالحها. إن رئاسة الجمهورية تعيش حالة من الانفصال النفسي مع ما لا يقل عن نصف المجتمع”.
فقد تسبب داود أوغلو في حالة من الجدل في الشارع التركي، بسبب تصريحاته المنتقدة لحزب العدالة والتنمية وتوجهاته فيما يتعلق بالموضوعات السياسية والاقتصادية، خاصة وأن تلك التصريحات شديدة اللهجة تأتي بالتزامن مع انتشار أخبار شبه مؤكدة حول سعيه لتأسيس حزب جديد مع المنشقين عن حزب العدالة والتنمية.
وقال داود أوغلو: “إن انحياز الرئيس إلى طرف دون الآخر في الانتخابات، ودخوله في مشادات سياسية حادة من أجل طرف بعينه، جعل مؤسسة رئاسة الجمهورية، التي لابد أن تكون على الحياد وتقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، تعيش حالة من الانفصال النفسي مع ما لا يقل عن نصف المجتمع”.
وأوضح داود أوغلو أنه كان يبلغ أردوغان مباشرة بتقييمه ومخاوفه من المراحل الحرجة التي كانت تشهدها البلاد في السنوات الثلاث الأخيرة، دون الإعلان عنها للعامة حتى لا تتسبب في موجات من الجدل، قائلًا: “في أنظمة الرئاسة الديمقراطية، بالرغم من أن تمتع رئيس الجمهورية بعضوية حزب سياسي لا يمثل مشكلة، إلا أنه يمثل أزمة عندما يكون الشخص ذاته رئيس الحزب، سواء من في شؤون الدولة أو في مؤسسة الحزب”.
وتابع رئيس وزراء تركيا السابق أن التحالف بين العدالة والتنمية، الذي ينتمي إليه الرئيس رجب طيب أردوغان، وحزب الحركة القومية أضرّ بالحزب الحاكم، وألقى باللوم في أداء الحزب الضعيف بالانتخابات المحلية على تغيير السياسات والتحالف مع القوميين.
كما ندد بسياسات الحزب الاقتصادية والقيود التي يفرضها على وسائل الإعلام والضرر الذي قال إنه لحق بالفصل بين السلطات وبالمؤسسات.
وأكد داود أوغلو أن خطاب حزب العدالة والتنمية القائم على الحرية استُبدل بخطاب “الأمن القومي”، وأن السيطرة الكاملة من قبل السلطة السياسية على جهاز القضاء تشكّل أكبر جريمة، وانتقد أيضًا تحوّل وسائل الإعلام إلى أداة للدعاية، وتفشي المحسوبية في كل مستويات المؤسسات الرسمية والتوظيف الرسمي.