إسطنبول (زمان التركية) قال عبد القادر سلفي، الصحفي بجريدة “الحرية” المقربة من الحكومة التركية والذي يعرف بـأنه المتحدث باسم هيئة الاستخبارات القومية في الصحافة، إن استراتيجية المعارضة القائمة على أساس “احتضان الجميع” حققت مبتغاها وآتت أكلها في انتخابات 31 مارس البلدية.
وأضاف سلفي في مقاله بجريدة الحرية: “لقد ظهرت أوجه جديدة لمرشحي المعارضة في العديد من المدن التركية مثل إسطنبول، وأنقرة، وأنطاليا، وأضنة، ومرسين، فالأسماء التي تخلت عن أفكار حزب الشعب الجمهوري التقليدية (العلمانية المتشددة) واقتربت من قواعد الأحزاب اليمينية الوسطية هي التي حققت للمعارضة الفوز في الانتخابات”.
وأضاف سلفي أن كمال كليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، نجح في جمع أصوات المنتسبين إلى حزب الشعب الجمهوري، والقوميين من حزب الخير والأكراد من حزب الشعوب الديمقراطي، والمتدينين من حزب السعادة، في صندوق حزب الشعب الجمهوري وفاز ببلديتي إسطنبول وأنقرة.
وأوضح سلفي أن أكرم إمام أوغلو المنحدر من أصل يميني وسطي قاد حملته الانتخابية بنجاح كبير، وأن شعب إسطنبول أحبوا صورة مرشح حزب الشعب الجمهوري الذي تلا عليهم “سورة يس”.
وتابع: “شعب إسطنبول كان يبحث عن وجه جديد بعد حكم حزب الرفاه وحزب العدالة والتنمية في المدينة طيلة 25 عامًا، وقد لبى أكرم إمام أوغلو طلبهم هذا”.
وقال سلفي إن كليتشدار أوغلو هو السبب الرئيسي في هذا النجاح، وقد اختار أكرم إمام أوغلو ورشحه في الانتخابات على الرغم من معارضة حزبه له.
وفي سياق آخر، قال عبد الرحمن دليباك، الصحفي بجريدة “يني عقد” المقربة من أردوغان في تقييمه لنتائج انتخابات 31 مارس “ليس من الممكن أن نشرح للعالم أننا تمكّنّا من فرز وإحصاء أصوات الناخبين في تركيا كلها في ليلة واحدة، ولم نستطع إحصائها في بلدتين تابعتين لإسطنبول بالعمل ليل نهار لمدة 19 يوم” في إشارة منه إلى عدم جدوى تأخير الإعلان عن نتائج الانتخابات في إسطنبول بحجج مختلفة.
يذكر أن انتخابات المحليات جرت في 31 مارس/ آذار المنصرم، وخسر فيها حزب العدالة والتنمية مدينة إسطنبول للمرة الأولى منذ 25 عامًا، رغم حصوله على الأغلبية في عموم البلاد.
وتأخر تنصيب إمام أوغلو رئيسا لبلدية إسطنبول قرابة الأسبوعين بسبب إعادة فرز الأصوات وعدم اعتراف الحزب الحاكم بالهزيمة وإصراره على إعادة الانتخابات بسبب مزاعم حدوث تزوير.