برلين (زمان التركية) تحت عنوان “تركياـ البصل يخلق مشكلة جديدة لحكومة أردوغان!”، نشر موقع “دويتش فيله” الألماني تقريرا عن أزمة أسعار المواد الغذائية داخل تركيا، وركز حديثه على البصل كمثال على تلك الأزمة.
يقول التقرير إن سعر البصل تضاعف بواقع ثلاثة أضعاف السعر عن العام السابق، مما أزعج الأتراك كثيراً، فالبصل هو واحد من الأطعمة الأساسية هناك ولا يمكن الاستغناء عنه في العديد من أطباق المطبخ التركي.
ويستشهد بحديث أحد المشترين الذي يشكو من غلاء أسعار الخضروات قائلا إنه لم ير شيئاً كهذا من قبل، وأن البطاطا والطماطم، والبصل كانت من أكثر الخضروات المتوفرة على طاولة الطعام، بيد أنها هذا العام تحولت إلى منتج فاخر”.
ويسرد بعض أسعار المواد الغذائية على لسان أحد الباعة في إسطنبول الذي يتذمر من أن سعر “الفاصوليا 20 ليرة للكيلو الواحد، والبصل 7 ليرات، والبندورة 15”.
ويلفت إلى أن الليرة خسرت قيمتها تدريجيا، حتى وصل مستوى الانخفاض إلى 30 في المائة تقريبا.
ويضيف “ومع ذلك، تمسك العديد من الأتراك بأردوغان وحكومته. لكن على ما يبدو أن صبر الناخبين بدأ يتضاءل تدريجيا، ففي الانتخابات المحلية التي جرت في 31 مارس/ آذار، تعرض حزب العدالة والتنمية لهزيمة مريرة، حين خسر المدينتين الرئيسيتين في تركيا، إسطنبول وأنقرة، أمام المعارضة. ويرى الخبراء أن تدهور الاقتصاد التركي كان العامل الحاسم في نتيجة الانتخابات السيئة هذه”.
ويتحدث أستاذ العلاقات التجارية الدولية بجامعة كونستانتس، إردال يالسين، في حواره مع “دويتش فيله” قائلا: لم تكن السياسة الاقتصادية مستدامة وموجهة نحو المستقبل بدرجة كافية.. تتمتع تركيا بالظروف المناخية المثالية للزراعة، ولكن يتم استيراد الفواكه والخضروات، لأنه لم يتم الاستثمار بشكل كاف في القطاع الزراعي”.
وينتقد يالسين خطة الإصلاح الهيكلية التي قدمها وزير المالية والاقتصاد، بيرات البيرق، قائلا: “تم الإعلان عن برامج إصلاحية مثل خطة العمل هذه عدة مرات من قبل، لكنها لم تنفذ قط.. الحل للأزمة الاقتصادية التركية هو تحقيق الإنتاجية من خلال إدخال الإصلاحات الهيكلية، ولكن سيكون هناك طريق صعب أمام الأتراك، لأن الشركات غير المربحة ستفلس، ويتعين خفض معدل الاستهلاك، كما سيرتفع معدل البطالة بشكل مؤقت”.
ويضيف إن تركيا تحتاج إلى مساعدات دولية، من صندوق النقد الدولي، محذرا من أن الأوضاع الاقتصادية الحالية قد تستمر في النيل من شعبية أردوغان.