روما (زمان التركية) – صوت البرلمان الإيطالي بالموافقة على الاعتراف بالإبادة الجماعية ضد الأرمن على يد الإمبراطورية العثمانية في أحداث 1915-1916، متجاهلًا استدعاء الخارجية التركية لسفيرها لدى أنقرة على خلفية تقديم مشرعين إيطاليين مسودة المشروع للمناقشة أمام البرلمان.
فقد تمت الموافقة على مسودة مشروع الاعتراف بإبادة الأرمن في أحداث عام 1915، الذي تدعمه الحكومة الائتلافية الإيطالية، بعدد 382 صوت نعم، و43 صوت محايد، بينما لم يخرج أي صوت معارض. وكشفت المصادر أن الأصوات المحايدة كانت من نصيب حزب “Forza İtalia” اليميني المعارض.
ومن جانبه علق أنريكو تشاريلي نائب حركة النجوم الخمس (M5S) الذي تقدَّم بالمقترح، ، على تصديق البرلمان على الاعتراف بإبادة الأرمن، قائلًا: “لا تجعلوا علاقاتنا الجيدة مع تركيا محلًا للنقاش، فهي دولة صديقة، ومختلفة تمامًا عن الإمبراطورية العثمانية”.
رد سريع من أنقرة
على الفور سارعت الخارجية التركية باستدعاء السفير الإيطالي في أنقرة، وأبلغته أسفها حيال الموافقة على الاعتراف بإبادة الأرمن، رغم الرفض المتكرر من الحكومات التركية.
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: “إن قرار البرلمان الإيطالي هو والعدم سواء، كغيره من جميع المحاولات التي تسعى لتسييس التاريخ. لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يكون البرلمان الإيطالي آلة للعبة تستهدف زيادة أصوات حزب الليغا المعادي للأجانب الموجود في البرلمان الأوروبي”.
وكانت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) ذكرت أن وزارة الخارجية التركية استدعت، الاثنين الماضي، سفير إيطاليا في أنقرة، بعد أن تقدم مشرعون إيطاليون بمقترح للاعتراف بالمذابح العثمانية ضد الأرمن في 1916-1915 باعتبارها إبادة جماعية، وهو وصف ترفضه تركيا بشدة.
ورفضت حكومات تركية متعاقبة استخدام مصطلح “إبادة جماعية” في وصف المزاعم الخاصة بعمليات الطرد الجماعي والقتل لنحو 1.5 مليون من الأرمن على أيدي الإمبراطورية العثمانية.
جدير بالذكر أن اتفاقية 1948، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن مصطلح “الإبادة الجماعية” يعني التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو عرقية أو عنصرية أو دينية.
وترفض تركيا إطلاق صفة “الإبادة الجماعية” على أحداث 1915خلال الحرب العالمية الأولى، بل تصفها بـ”المأساة” لكلا الطرفين.
وتقر أنقرة بمقتل نحو مئات الآلاف خلال ترحيل الأرمن لكنها تنفي حصول أي إبادة ممنهجة من طرف الإمبراطورية العثمانية.
ويطالب الأرمن، تركيا بالاعتراف بما جرى خلال عملية التهجير على أنه “إبادة عرقية”، وبالتالي دفع تعويضات.