وتُعدُّ هذه الندوة العلمية أول نشاط إسلامي يُقام على صعيد جامعة غشوا الفيدرالية التي تم إنشاؤها في السبعة الأعوام الماضية. فبدى الأمر كفاتحة خير وهمزة وصل، تسعى الجامعة من خلاله زيادة مساحة الترابط بين مجتمع الجامعة والبيئة المحيطة بها من المدن والقرى والأرياف المجاورة، حيث تسعى الجامعة لمساعدة الناس في حلِّ مشاكلهم، والقضاء على كل ما يعترضهم من أزمات، بأسلوب علمي رصين، ودراسة متأنية لأسباب المشاكل وطرق علاجها.
تأتي أهمية إقامة هذه الندوة، أنها أول نشاط إسلامي ثقافي يُقام منذ فترة طويلة في منطقة غشوا النائية الواقعة في الشمال الشرقي من نيجيريا؛ وذلك لأسباب كثيرة أهمها أنها منطقة بعيدة عن العواصم والمدن الكبيرة، وكونها كذلك في معزل عن المؤسسات العلمية، ولعل السبب الأهم أنها من المناطق التي عمت بها بلوى ومصائب التطرف والإرهاب (بوكو حرام) الذي يجرى باسم الإسلام وإن كان الإسلام منه بريء.
لكن هذا الصمت الطويل تم كسره ورفع حاجزه عن مواطني منطقة غشوا، وذلك بقيام شركة نصرت للتعليم والثقافة ومجلة حراء بالتعاون مع جامعة غشوا الفيدرالية بعقد تلك الندوة العلمية الأكاديمية الثقافية، التي تهدف الاستفادة من كتاب” من البذرة إلى الثمرة” لمؤلفه الأستاذ محمد فتح الله كولن، ومحاولة تطبيق منهجيته التربوية كنموذج للتربية الإسلامية، التي تعمل على إنشاء جيل جديد مثقف ومتعلم متمسك بقيم دينه الأخلاقية والاجتماعية، قادر على مواجهة تحديات عصره ومجتمعه.
حضر الندوة البروفيسور “ساندي ألاو” نائب مدير الجامعة، نائبًا عن رئيس الجامعة، وقد أشاد في كلمته بجهود حركة الخدمة كفاعل مدني بصفة عامة، وبجهود شركة نصرت التي استلهمت فكرها من الأستاذ فتح الله كولن قائلا: “إن الشعب النيجيري في أمس الحاجة إلى مثل هذا النوع من الفكر العلمي الثقافي الإسلامي المعتدل، الذي يعالج في طياته العنصرية والطائفية والهمجية والإرهاب، ويهدي إلى الفكر السليم والثقافة التي يحتاجها البشر”. واستطرد قائلا: “سنستمر بفتح أبوابنا وأذرعنا للترحيب بأي نشاط تقومون به في المستقبل”.
وجاء في كل من أطروحة البروفيسور “ميمونة وزيري” النائب الثاني للجامعة ورئيس اللجنة الداخلية، والبروفسيور “علي محمد الأحمر” رئيس اللجنة المركزية: “أن الحافز الأساسي لعقد هذه الندوة هو تسليح الجيل القادم بالعلم والمعرفة والتسامح الديني والاجتماعي كما يدعو إليه الإسلام الصحيح”.
وأشار الدكتور “توفيق أبوبكر حسين” نائب رئيس اللجنة المركزية في البيان الختامي: “أنه تم في هذه الندوة مناقشة أمور تربوية وثقافية يحتاج إليها أهل هذه المنطقة وإبراز سبل تطبيقها بين الأفراد والشعوب. وعليه فإن القرار النهائي للندوة يتمثل في دعوة الجميع إلى العلم والعمل والتسامح الديني والمعاشي، وبما أن شعوب هذه المنطقة مختلفة في عرقها وجنسها ودينها فلا ينافي ذلك استعمال النداء الإسلامي الصحيح في العيش تحت سقف واحد مفعمين بالسعادة والرخاء في ظل المودة والإخاء.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن سر النجاح والنفوذ الذي حازت عليه مؤسسات الخدمة على مسرح العالم كله، يكمُن في العلم والعمل.
جدير بالذكر أنه قد حضر الندوة حاكم المنطقة وأمير البلدة، ولفيف من الأكاديميين من مختلف ولايات نيجيريا، ورؤساء المؤسسات التعليمية الحكومية، ورجال الدين، والعاملين في الخدمة في المنطقة، ووفرة من طلبة الجامعة من المسلمين وغير المسلمين.
بقلم/ توفيق أبو بكر حسين