أنقرة (زمان التركية) – عقب انتهاء الانتخابات المحلية في تركيا اعتقلت السلطات التركية 20 مشتبهًا به، من بينهم 18 ضابط صف وعقيدان بزعم اتصالهم بحركة الخدمة ضمن قيادة قوات الدرك.
وفي إطار التحقيقات التي تتولاها نيابة أنقرة تبين اتصال 20 جندياً، من بينهم 17 يشغلون وظائف حيوية ضمن قيادة قوات الدرك، بحركة الخدمة، وذلك من خلال إفادات الجنود الذين سبق وأن تم اعتقالهم وانتفعوا من قانون الندم.
وذكرت النيابة في بيانها أنها أصدرت قرارات اعتقال بحق 20 مشتبهاً به من بينهم 18 ضابط صف وعقيدان بدعوى اتصالهم بحركة الخدمة، مشيرة إلى أن 17 شخصًا من بين المعتقلين من يشغلون وظائف حيوية، وأنه سيتم اتخاذ إجراءات إدارية بحق الآخرين بسبب التحقيقات.
يذكر أن مراقبين محليين ودوليين يرون أن الرئيس رجب طيب أردوغان شرع في تأسيس “نظام الرجل الأوحد” عقب انتخابات 2011 التشريعية التي أصبح فيها رئيسًا للوزراء للمرة الثالثة، ثم اختبر قوته بنجاح في 2013 بالتخلص من ملفات الفساد والرشوة بمهارة فذة، زاعمًا أن ما سماه بالكيان الموازي يسعى للإطاحة بالحكومة عن طريق استغلال تلك الملفات، بل حولها إلى فرصة للسيطرة على أجهزة الأمن والقضاء.
لكن حزب العدالة والتنمية “الإسلامي” فقد هيمنته المنفردة على الحكومة بعد فوز حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بـ80 مقعدًا برلمانيًّا عقب انتخابات 7 يونيو/ حزيران 2015، الأمر الذي دفعه إلى عقد تحالف مع حزب الحركة القومية، سماه الكاتب الصحفي المخضرم ياوز بيدر بـ”التوافق الدولتي الكبير”، والذي تبعه إعلان الحرب على الأكراد بدعوى مكافحة الإرهاب من أجل إثارة موجة قومية وإسلامية للانفراد بالحكومة مرة أخرى.
وكان اللقاء الذي جمع بين أردوغان وزعيم حزب الشعب الجمهوري دنيز بايكال في يونيو 2015 بمثابة الاجتماع التمهيدي لـ”التوافق الدولتي الكبير” لترميم وإعادة أركان الدولة العميقة القديمة البعيدة عن الديمقراطية.
وأجريت الانتخابات العامة في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 ليقدم أردوغان مجددًا الحكومة المنفردة إلى حزبه على طبق من ذهب بعد أن فقدها في الانتخابات السابقة بسبب الأكراد.
ثم انتهى أردوغان بعد ذلك من تصميم المؤسسة العسكرية عبر الانقلاب المبرمج على الفشل في 15 يوليو/ تموز 2016، والمجتمع المدني من خلال إعلان حالة الطوارئ، وسط سكوت بل موافقة ضمنية من المعارضة، إلى أن تكللت هذه الفترة بنقل النظام من البرلماني إلى الرئاسي في 24 يونيو/ حزيران 2018.