كما أكد الباحث في بيانه أن منهج كولن قد اتسم بالتكامل والشمول، حيث جمع فيه بين الأصالة والمعاصرة، والوحي والعقل، وبين المسطور والمنظور فضلاً عن منهجه النقدي بخصائصه وضوابطه، ومنهج القياس التمثيلي الموجود عند الفلاسفة، والمنهج الاستقرائي والوسطية والاعتدال، ومنهج اللين والتسامح في دعوته، وأن كولن قد تناول أهم القضايا الفكرية ذات الصلة بالأمة وجدد المصطلحات والمفاهيم المتعلقة بها، وترجمت أفكاره النظرية والعملية في تيار الخدمة التابع له، وهو تيار خدمي اجتماعي تربوي لا يملك أي بنية أيديولوجية ولا يسعى إلى تأسيس أيديولوجية دينية أو سياسية.
وقد خلص الباحث إلى التأكيد على أن العصمة للأنبياء وأن البشر مهما علت منزلتهم فإنهم عرضة للخطأ والنسيان مما يستوجب القيام بالنصح والبيان والتكامل والتعاون بين المسلمين بعضهم بعضاً.
واستعرض الباحث التاريخ الطويل لدعوة الأستاذ كولن وحركة الخدمة في رسم الوجه الإيجابي المعاصر لتركيا وأثر دعوة الأستاذ بديع الزمان النورسي في كثير من أفكار حركة الخدمة إضافة للكثير من الحركات الإصلاحية المعاصرة في تركيا، وبين منهج الأستاذ كولن في نبذ العنف والتطرف ودعوته للتسامح حتى مع ألد أعدائه وخصومه، كما أشار الباحث إلى بعض العقبات التي واجهته أثناء البحث ومنها ما يتعلق بالترجمة وأشار إلى تأثير ذلك في عدم القدرة على الخروج بنتائج تفصيلية تتعلق بتلك الآراء الفكرية والدعوية للأستاذ كولن التي تسير- من حيث العموم- مع القضايا الكلية لمنهج أهل السنة والجماعة بعمومه وشمول ودعوته للعدل والرحمة والإنصاف وتعظيم كلام الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والدعوة للاجتماع على الحق والتحذير من الاختلاف والتفرق.
وقد قام كل من الأستاذ الدكتور محمد بن سعيد القحطاني والأستاذ الدكتور البهنسي بن رزق أبو النجا في مناقشتهما للباحث ببيان أوجه القوة والنقص في الرسالة والتعليق على بعض المسائل العقدية التي أشار لها الباحث في رسالته.
وفي ختام المناقشة خَلَت اللجنة للمداولة، ثم أُعلنت النتيجة بمنح الباحث درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى.
جدير بالذكر أنه قد نوقشت في جامعات العالم الإسلامي أكثر من ثمانية عشر رسالة علمية ما بين دكتوراه وماجستير عن فكر الأستاذ كولن ومشروع الخدمة، في مقدمة هذه الجامعات جامعة الأزهر والقاهرة وعين شمس والزقازيق والمنصورة بجمهورية مصر العربية، وجامعة العلوم الإسلامية العالمية، وجامعة اليرموك بالأردن، وغيرها من الجامعات.
المصدر: مجلة حراء