برلين (زمان التركية)ــ قال الكاتب الصحفي ذو الفقار دوغان، في مقال بعنوان “حزب العدالة يسرق مشاريع المعارضة ويُهدّد رموزها بمقصلة القضاء”، نشره موقع “أحوال تركية”، إن الحزب الحاكم في تركيا يلوح بسيف القضاء لإرهاب معارضيه، مع اقتراب حلول موعد الانتخابات البلدية.
ورصد الكاتب عدة وقائع بهذا الصدد أبرزها الدعوى التي رفعها وزير الداخلية سليمان صويلو ضد زعيم حزب الشعب الجمهوري، والدعوى الأخرى المرفوعة ضد زعيمة الحزب الصالح (الخير) ميرال أكشينار، والتحقيقات الجارية مع رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الكردي سزاي تمللي، والمطالبة برفع حصانته البرلمانية.
وألمح الكاتب إلى أن العدالة والتنمية يستهدف بشكل خاص المرشحين الذين ينافسون أقطاب حزبه في الانتخابات البلدية، بعدما استطاع هؤلاء المرشحين المعارضين تحقيق نجاحات مشهودة على الأرض.
واستشهد بمثال منصور يافاش مرشح تحالف الشعب المكوّن من حزب الشعب الجمهوري والحزب الصالح، والذي تعرض لأكثر من تحقيق بعدة تُهم خلال الفترة الأخيرة، ووصل الأمر بأردوغان إلى أن هدده علانية في برنامج تليفزيوني على الهواء، بأنه سيدفع الثمن أمام القضاء! قائلاً إنه “إن تمكن من خوض الانتخابات رغم كل شيء فإنه وسكان أنقرة سيدفعون الثمن بعد الانتخابات.”
وأوضح دوغان في مقاله أن الحزب الحاكم عدل برنامجه ليحاكي نظيره الجمهوري فأدخل ضمن وعوده الانتخابية قضيتيّ: إعطاء الأولوية للتنمية الريفية، ودعم الإنتاج الزراعي والحيواني في محيط المحافظات الكبرى والمدن.
ولفت إلى أن هذه التعديلات أتت كنتيجة للنجاح الذي حققته مشاريع معارضي حزب العدالة التنمية، والتي أجبرته على أن يحذو حذوهم ليرفع شعبيته قبل الانتخابات الوشيكة.
وضرب الكاتب المثل بالمشروعات الناجحة التي أطلقها المرشح الجمهوري لرئاسة بلدية إزمير الكبرى في بلدة “سفري حصار”، والتي شملت دعم التعاونيات الريفية، وتوفير البذور للمزارعين، وشراء البلدية لمنتجاتهم وتسويقها.
وقال إن أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية بيليك دوزو، ومرشح المعارضة لرئاسة بلدية إسطنبول، نفذ مشروعًا ناجحاً لتخصيص أراضٍ تابعة للبلدية في الريف لمن يقوم بإحيائها عن طريق زراعة الخضروات والفواكه وتربية الحيوانات وإنتاج الحليب واللحوم، وأكد أنه في حال فوزه ببلدية إسطنبول سيطّبق هذا النموذج، وكذلك فعل يافاش عندما كان رئيسًا لبلدية “بي بازاري” في أنقرة حين أنجز مشاريع لتطوير السياحة وإحياء المناطق الريفية وتعهد بتوفير المواد الغذائية بأسعار رخيصة، بعد إتمام تطوير الأرياف.
واستعرض الكاتب تسابق قادة العدالة والتنمية مع مرشحي المعارضة، ومحاولة محاكاتهم بكل طريقة، فبعد أن وعد إمام أوغلو بتحويل مقر البلدية إلى مكتبة، وعد أردوغان بتحويل ثكنة “رامي” التاريخية لمكتبة أيضًا، ولما وعد إمام أوغلو بافتتاح حضانة ومكتبة ومركز ثقافي بكل حي، وتوفير 150 ألف وظيفة، سخر منه مرشح العدالة والتنمية، بن علي يلدريم، ولما رفع العدد إلى 250 ألف، تراجع يلدريم ووعد بتحويل بلدتي “جاتالجا” و”سليفري” إلى مركزين للإنتاج الزراعي والحيواني، لكنه رفع من سقف وعوده ووعد بتوفير أكثر من 500 وظيفة في حال فوزه.
ولفت إلى أن أردوغان عندما لاحظ أن نغمة “بقاء تركيا أو زوالها”، ووعوده بإنشاء مدن صديقة للبيئة والبشر، لم تلق القبول الشعبي المرجو، وجد ضالته في تقليد مشاريع المعارضين، ولجأ للمزايدة عليهم في دعم منتجي الخضروات والفواكه الذين سبق ووصفهم بـ”الإرهابيين”، وحملهم مسؤولية ارتفاع الأسعار من قبل.
واختتم دوغان مقاله بالقول إن هناك جانبًا إيجابيًا في الأمر وهو أن جميع الأحزاب أدركت، بشكل أو بآخر، الأهميةَ الحيوية لتطوير المناطق الريفية، وتوفير البلديات وظائف جديدة للمواطنين، مبينًا أن هذا هو أكبر مكاسب تركيا من هذه الانتخابات.