“في هذه الأيام العصيبة التي نعيش فيها غربة مضاعفة بلغني نبأ وفاة شقيقي “صالح” في وطن أصبحت المحنة طابعه وميسمه. ولقد ضاعف من حزني -في غربتي هذه- وفاتُه غريبًا في وطنه، وعدم قدرتي على الاشتراك في جنازته، لكن تعازيكم الصادقة، ومواساتكم الكريمة التي وصلتني من جميع الأنحاء نزلت على قلبي المكلوم بلسما شافيًا، وبُرءًا ناجعًا، لذا لا يسعني إلا أن أشكر كل من واساني في مصابي هذا، وأتقدم لكم جميعا بخالص دعائي بأن يرضى الله عنكم، وألا يريكم مكروها في عزيز لديكم.
إنه من لطف الله سبحانه وتعالى بنا أن هيأ لنا الآخرة -بخلودها- مستقرًا نلتقي فيها، ومن ثم فالفراق المؤقت في هذا الدنيا لا يعني الكثير، لكننا بشر، جبلنا على الحزن والشوق، لذا كان مواساة المؤمنين لبعضهم في المصائب والأحزان من ألطاف الله علينا ونعمه التي لا تحصى، ومهما شكرناه سبحانه فلن نوفيه شكره..
وبهذه المناسبة أسأل الله تعالى الرحمن الرحيم أن يجمع كل حي -في هذه الدنيا- بأحبابه الذين فرقّه عنهم ظلم ظالم؛ ألجأهم إلى الهرب والتشريد، أو حبسهم في ظلمة سجن لا ترحم، وأسأله تعالى أن يجمع من مات منهم مطاردًا أو معتقلاً بأحبابه في مستقر رحمته في عالم الخلود.
كما أسألك يا ربي أن تمن على كل إخواننا وأخواتنا المظلومين المضطهدين من المسجونين والمشردين رجالا ونساء وأطفالا بفرج قريب عاجل من عندك، وأن تجعل جزاء ما لاقوه من ظلم وقهر وسيلة لترقيهم الروحي، وأن تدخر ثوابه لهم في ميزان حسناتهم يا رب العالمين”.
بقلم/ فتح الله كولن