أنقرة (زمان التركية)ــ هبطت الليرة التركية أكثر من 5 بالمئة أمام الدولار الأميركي خلال تعاملات أمس الجمعة، في ترجمة سريعة للتوترات التي بدأت خلال الساعات الماضية بين واشنطن وأنقرة، وسط مخاوف من تصعد حدة الخلافات بين تركيا والإدارة الأميركية.
ووصل الدولار إلى 5.8 قبل أن كانت 5 فاصل 5.4 قبل تصريحات الرئيس أردوغان بشأن سيادة إسرائيل على هضبة الجولان. وفق تقرير لموقع (العربية نت).
وتأثرت العملة التركية سلباً مع المستجدات الجيوسياسية بين أنقرة وواشنطن، حيث تعهد الرئيس رجب طيب أردوغان بالمضي قدماً في شراء أنظمة صواريخ الدفاع الروسية.
قال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أمس الجمعة إن تصريحات الرئيس الأمريكى بأن الوقت حان للاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان يضع المنطقة على شفا أزمة جديدة.
وفى كلمة أمام اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامى قال أردوغان “لا يمكن أن نسمح بإضفاء الشرعية على احتلال الجولان”.
ومن شأن هذه الخطوة أن تدفع الولايات لمتحدة إلى فرض عقوبات على تركيا من جديد.
وتشير توقعات سابقة ذكرتها شركة “تي.دي” للأوراق المالية في مذكرة بحثية، إلى أن العام الجاري سيكون الأصعب أمام الليرة التركية، حيث توقع رئيس استراتيجية الأسواق_الناشئة بالشركة، كريستيان ماجيو، أن تفقد الليرة التركية نحو 40% من قيمنتها مقابل الدولار الأميركي بحلول الربع الثالث من العام الحالي، وذلك بالتزامن مع التباطؤ الحاد للنمو الاقتصادي في البلاد.
وتوقع التقرير أن تواصل الليرة التركية هبوطها لتسجل مستوى قياسي منخفض عند 8.90 لكل دولار بانخفاض 40% عن المستويات الحالية.
بعد عام 2018 الذي فقدت به الليرة حوالي 30 بالمئة من قيمتها أمام الدولار الأميركي، قالت وكالة “فيتش ريتنغز” للتصنيفات الائتمانية، الجمعة، إنها تتوقع أن ينكمش اقتصاد تركيا هذا العام، بينما تجد البلاد صعوبة في إجراء التعديلات المنقذة.
وفي عام 2018، تعرضت العلاقات التركية الأمريكية إلى ضربة على خلفية احتجاز أنقرة القس الأميركي أندرو برونسون داخل البلاد تحت مزاعم بشأن الإرهاب، وهي الأزمة التي شهدت انفراجة في وقت لاحق من العام.
وتأتي الخسائر في قيمة الليرة التركية على الرغم من قرار الفيدرالي الأميركي هذا الأسبوع بشأن تقليص توقعات زيادة معدلات الفائدة هذا العام إلى الصفر.
وكانت تركيا تعرضت في أواخر العام الماضي إلى ركود اقتصادي للمرة الأولى في نحو عقد من الزمن.
انخفض سعر الليرة التركية بأكثر من 5% أمام الدولار الأميركي في تعاملات أمس الجمعة، مسجلة أكبر هبوط ليوم واحد منذ أن استحكمت أزمة للعملة في أغسطس الماضي، وهو ما يثير مخاوف من أن الأتراك يزيدون مشترياتهم من النقد الأجنبي وسط تدهور في العلاقات مع الولايات المتحدة.
يذكر أن الليرة تتجه لتسجيل أدنى مستوى إغلاق منذ أكتوبر الماضي، لكن بنهاية تعاملات أمس الجمعة سجلت الليرة 5.7500 للدولار منخفضة بنسبة 5.22% عن مستوى الإغلاق السابق البالغ 5.4650 ليرة.
فيما أشارت بيانات حديثة لمعهد الإحصاء التركي، إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد تراجع بنسبة 2.4% خلال الثلاثة أشهر المنتهية في ديسمبر الماضي على أساس فصلي، مقابل هبوط يبلغ 1.6% في الربع السابق.
ويعني انكماش الاقتصاد لمدة ربعين متتاليين أن تركيا دخلت في مرحلة ركود اقتصادي بشكل رسمي.
المصدر: العربية. نت