أنقرة (زمان التركية) – ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقال له بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن بلاده انضمت للتحالف ضد الإرهاب عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001.
وأضاف أردوغان أن تركيا الوريثة للإمبراطورية العثمانية التي كانت جزءًا من عائلة الدول الأوروبية على مدار قرون، وانضمت للتحالف ضد الإرهاب عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، مفيدا أن بلاده التي انضمت إلى حلف الناتو قبل نحو 60 عاما جعلت العضوية الكاملة بالاتحاد الأوروبي هدفا إستراتيجيا لها، وستواصل مكافحة التنظيمات الإرهابية كافة بالتعاون مع حلفائها وشركائها.
وتطرق أردوغان خلال المقال إلى هجوم نيوزيلندا الذي أودى بحياة 50 مسلما، حيث ذكر أردوغان أنه سبق أن أفاد عدة مرات أن الإرهاب لا يرتبط بدين أو عرف أو لغة، مشددا على رفضه ربط الهجمات الإرهابية التي وقعت الأسبوع الماضي بالتعاليم والأخلاق والمبادئ المسيحية.
هذا وأكد أردوغان أن هجوم نيوزيلندا هو ثمرة سامّة للكراهية والجهل، على حد تعبيره.
على الرغم من هذا المقال “الناعم”، الذي يبدو أن أردوغان يتودد من خلاله للغرب، إلا أنه يواصل دون هوادة استثمار الحادث الإرهابي الغاشم في نيوزيلندا في إثارة المشاعر الإسلامية والقومية لتوجيه المواطنين إلى دعم تحالف الجمهور المكون من حزب العدالة والتنمية “الإسلامي” والحركة “القومية”.
وقد عرض أردوغان لقطات الهجوم على مسجدين في نيوزيلندا خلال لقائه الجماهيري بكل من مدينتي تكرداغ وإزمير، وقال: “نحن لا نريد عودة الصراع بين الهلال والصليب لكن إذا أردتم فنحن مستعدون لفعل اللازم”. ومن ثم وصف الاتحاد الأوروبي بأنه “عدو الإسلام”، مع أنه يقول في مقاله بأن الانضمام إليه هدف تركيا الإستراتيجي، ثم تابع بقوله: “الاتحاد الأوروبي منافق وقراراته لا تلزمنا.. إنه يرغب في تعليق مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد.. يا ليته فعل لكنه لا يستطيع؛ لأنه بحاجة إلى تركيا.. لكن لا تنسوا أن الاتحاد الأوروبي عدو الإسلام أما نحن فمسلمون”.
فضلاً عن أن كبير مستشاري أردوغان، محمد مجاهد كوتشوك يلماز، وصف الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا بـ”الإرهاب الصليبي المنظم”، زاعمًا أنه إذا ما اجتمعت العداوة للإسلام والأتراك فإن ذلك يعني عودة الصليبيين مجددًا، ثم أضاف: “إذا كان القاتل الصليبي يقول إن تأثير الأتراك بدون أردوغان سيتراجع فإنه يجب علينا أن نعرف قيمة أردوغان وندافع عن القدس”.
كما أن حليف أردوغان الانتخابي دولت بهجلي، زعيم الحزب القومي، اقتدى بأردوغان وقال أمام حشد جماهيري: “أيها الصليبيون نحن هنا ننتظركم، فإذا هاجمتم أراضينا سنغرقكم بدمائكم. ذلك الإرهابي الهمجي قام بقتل إخواننا المسلمين بدم باردة، ولذا لا بد من بقاء تركيا حائطاً أمام آمال هؤلاء الصليبيين. لذا فإن الانتخابات المحلية التي ستشهدها تركيا في نهاية هذا الشهر تحمل أهمية كبيرة من هذه الزاوية”.
وكان زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، كمال كليجدار أوغلو، قال على قناة (NTV) التركية إن أردوغان يخدم الإرهاب من خلال عرض مشاهد المذبحة التي شهدتها نيوزيلندا خلال لقاءاته الجماهيرية، وإنه يخدم أهداف المهاجم الإرهابي الذي سجل هجومه على المسلمين، ثم خاطب أردوغان قائلاً: “إن كنت تتلذذ من هذه المشاهد فاعرضها لأسرتك داخل القصر على مدار الساعة!”.
ويعزو محللون محاولة أردوغان التودد للغرب إلى أن تركيا ستحتاج إلى دَيْن خارجي بعد الانتخابات البلدية مباشرة، ولن تجد هذا الدين عند روسيا التي تعاني من المشكلة ذاتها، وإنما ستضطر إلى طرق أبواب الغرب لإنقاذ اقتصادها، ويشيرون إلى أن هذا الاضطرار سيجدث تغييرات جذرية في علاقاتها الخارجية والدبلوماسية.